
الحركة الجوهرية بين ملا صدرا ومحمد
إقبال
إقبال
في الفكر الديني العالمي حقق الإسلام عبر
مفكرَين عظيمَين من أبنائه قفزة هائلة في فهم طبيعة العلاقة بين الروح والمادة،
لكن المسلمين لم يشعروا بهذه القفزة حتى هذه اللحظة، ولم يستوعبوها، فضلاً عن أن
يستفيدوا منها.
مفكرَين عظيمَين من أبنائه قفزة هائلة في فهم طبيعة العلاقة بين الروح والمادة،
لكن المسلمين لم يشعروا بهذه القفزة حتى هذه اللحظة، ولم يستوعبوها، فضلاً عن أن
يستفيدوا منها.
بدأت القفزة مع صدر الدين الشيرازي
المشهور بـ (ملا صدرا) الذي برهن وأثبت لأول مرة ــ ضمن المنظور الديني ــ وجود
(الحركة الجوهرية)، التي كان الفلاسفة المسلمون، حتى وقته، يرفضونها، ولا يتصورون
فكرة وجود الحركة في الجوهر، خوفاً من أن تلتهم (الصيرورة) وجود الإله نفسه،
وتمشياً مع الفلسفة الأرسطية، كانوا يقولون بـ (الوسيط الساكن)، حتى جاء
الصدرالشيرازي فأثبت الحركة في الجوهر، هذا الإثبات الذي أزال الحدود الفاصلة ما
بين الروح والمادة! فالروح، على الرغم من أنها ليست مادية، هي ذات نسب مادي، لأنها
المرحلة الأخيرة العليا لتكامل المادة في حركتها الجوهرية.
المشهور بـ (ملا صدرا) الذي برهن وأثبت لأول مرة ــ ضمن المنظور الديني ــ وجود
(الحركة الجوهرية)، التي كان الفلاسفة المسلمون، حتى وقته، يرفضونها، ولا يتصورون
فكرة وجود الحركة في الجوهر، خوفاً من أن تلتهم (الصيرورة) وجود الإله نفسه،
وتمشياً مع الفلسفة الأرسطية، كانوا يقولون بـ (الوسيط الساكن)، حتى جاء
الصدرالشيرازي فأثبت الحركة في الجوهر، هذا الإثبات الذي أزال الحدود الفاصلة ما
بين الروح والمادة! فالروح، على الرغم من أنها ليست مادية، هي ذات نسب مادي، لأنها
المرحلة الأخيرة العليا لتكامل المادة في حركتها الجوهرية.
وجاء محمد إقبال فطوّر هذه الرؤية
وعمقها، واستنطق إقبال عبر صفحات عديدة من كتابه “تجديد التفكير الديني في
الإسلام” الفلسفات الشرقية، والغربية، والفيزياء المعاصرة, وماكس بلانك،
وآينشتاين، وهوايتهد، وباركلي، وغيرهم، ليصل إلى نتيجة حاسمة مؤدّاها انّ
“المادة هي الروح مضافة إلى الزمان المكاني“.
وعمقها، واستنطق إقبال عبر صفحات عديدة من كتابه “تجديد التفكير الديني في
الإسلام” الفلسفات الشرقية، والغربية، والفيزياء المعاصرة, وماكس بلانك،
وآينشتاين، وهوايتهد، وباركلي، وغيرهم، ليصل إلى نتيجة حاسمة مؤدّاها انّ
“المادة هي الروح مضافة إلى الزمان المكاني“.

التفكير العصري إلى الإسلام، بل في حقيقة الأمر إلى كل دين هي تمحيص ما نسميه
مادياً أو طبيعياً تمحيصاً أظهر أنّ المادي فحسب لا يكون له حقيقة إلى أن نكشف عن
أصله متأصلاً فيما هو روحاني، فليس ثمة دنيا دنسة، وكل هذه الكثرة من الكائنات
المادية إنما هي مجال تحقق الروح وجودها فيه… والحقيقة القصوى في نظر القرآن
روحية، ووجودها يتحقق في نشاطها الدنيوي، والروح تجد فرصها في الطبيعي والمادي والدنيوي,
فكل ما هو دنيوي إذن هو طاهر وديني في جذور وجوده“.
إن السطر الأخير الذي يقوله إقبال هو
ثورة حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى ليس في تاريخ الإسلام، ولكن في تاريخ
(الدين) نفسه.
ثورة حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى ليس في تاريخ الإسلام، ولكن في تاريخ
(الدين) نفسه.
محمد أمير
ناشر النعم
ناشر النعم