
تسعين سنة كانت تركيا تعيش نفس الحالة التي تتلوى فيها إيران اليوم… دولة تعد
نفسَها مركزَ العالم الإسلامي وبؤرتَه، وتتطلع للإمساك بوجهته وبمصائره، من دون
أدنى مسوغات لتحقيق ذلك، سوى زعامة دينية مهلهلة لا تقنع إلا البائسين، واستنزافٍ
مريع لموارد البلد وخيراته في سبيل أحلام وأوهام.
سلسلة
من الأخطاء، وسوء التقدير، وضعف البُنى في المجالات كافة قادت تركيا العثمانية
خلال الأربعين سنة الأخيرة من عمرها من إخفاق إلى إخفاق، وانتهى بالخذلان الكبير
في الحرب العالمية الأولى… تماماً مثلما حدث مع الثورة الإسلامية الإيرانية، لكن
بصورة مبكرة جداً، فالثورة التي أبهرت العالم يوم أومضت في انطلاقتها سرعان ما
ركبت أرجوحة الإخفاق لتصعد وتهوي ما بين حروب ونكبات ونكسات توالت عليها وحاقت بها.
من الأخطاء، وسوء التقدير، وضعف البُنى في المجالات كافة قادت تركيا العثمانية
خلال الأربعين سنة الأخيرة من عمرها من إخفاق إلى إخفاق، وانتهى بالخذلان الكبير
في الحرب العالمية الأولى… تماماً مثلما حدث مع الثورة الإسلامية الإيرانية، لكن
بصورة مبكرة جداً، فالثورة التي أبهرت العالم يوم أومضت في انطلاقتها سرعان ما
ركبت أرجوحة الإخفاق لتصعد وتهوي ما بين حروب ونكبات ونكسات توالت عليها وحاقت بها.
أما
تركيا فكانت الصفعة الهائلة التي تلقتها في الحرب العالمية الأولى كفيلةً بأن
تعيدها إلى رشدها، وقمينةً بأن تعرّفها قيمتها وحجمها الطبيعيين الواقعيين، لا
الوهميين الخياليين، فكفتْ يومها عن دعوى الزعامة الفارغة، وأقلعت عن التورط
بثقلها وأعبائها، والتفتت إلى ذاتها وشأنها، تلملم جراحها، وتكفكف آلامها، واعترفت
على لسان مصطفى كمال أتاتورك بالحقيقة المُرة: “إنني وجهت تحذيراً إلى الشعب بقولي
له: ينبغي أن نكفّ عن خطأ اعتبار أنفسنا سادة العالم…كفانا ما جررنا إليه الشعبَ
من مصائب بتجاهلنا مرتبتنا الحقيقية، ووضع العالم، وبسيرنا وراء المنخدعين”.
(انظر: خطاب أتاتورك المطول عام 1927 أمام الجمعية الوطنية الكبرى بأنقرة،
والفقرات التالية من كلام أتاتورك من الخطاب نفسه).
تركيا فكانت الصفعة الهائلة التي تلقتها في الحرب العالمية الأولى كفيلةً بأن
تعيدها إلى رشدها، وقمينةً بأن تعرّفها قيمتها وحجمها الطبيعيين الواقعيين، لا
الوهميين الخياليين، فكفتْ يومها عن دعوى الزعامة الفارغة، وأقلعت عن التورط
بثقلها وأعبائها، والتفتت إلى ذاتها وشأنها، تلملم جراحها، وتكفكف آلامها، واعترفت
على لسان مصطفى كمال أتاتورك بالحقيقة المُرة: “إنني وجهت تحذيراً إلى الشعب بقولي
له: ينبغي أن نكفّ عن خطأ اعتبار أنفسنا سادة العالم…كفانا ما جررنا إليه الشعبَ
من مصائب بتجاهلنا مرتبتنا الحقيقية، ووضع العالم، وبسيرنا وراء المنخدعين”.
(انظر: خطاب أتاتورك المطول عام 1927 أمام الجمعية الوطنية الكبرى بأنقرة،
والفقرات التالية من كلام أتاتورك من الخطاب نفسه).
أما
السيد الخامنئي فعلى الرغم من إدراكه أن الوقت الحالي هو شبيه بالمرحلة بعد الحرب
العالمية الأولى (انظر: وكالة أنباء براثا: 2012/أغسطس/ 17)، وعلى الرغم من معرفته
بالخلل الرهيب الذي يكاد يقيم إيران على شفير الكارثة اجتماعياً واقتصادياً
وسياسياً فقد كان وما يزال ينفخ في أبناء الشعب الإيراني “مؤكداً على دور إيران
البارز في ظل التغيير العالمي الهائل الذي تشهده المرحلة التاريخية الهائلة،
ومشيراً إلى المكانة والدور المميز للشعب الإيراني في هذا التغيير التاريخي”.
(المصدر السابق نفسه).
السيد الخامنئي فعلى الرغم من إدراكه أن الوقت الحالي هو شبيه بالمرحلة بعد الحرب
العالمية الأولى (انظر: وكالة أنباء براثا: 2012/أغسطس/ 17)، وعلى الرغم من معرفته
بالخلل الرهيب الذي يكاد يقيم إيران على شفير الكارثة اجتماعياً واقتصادياً
وسياسياً فقد كان وما يزال ينفخ في أبناء الشعب الإيراني “مؤكداً على دور إيران
البارز في ظل التغيير العالمي الهائل الذي تشهده المرحلة التاريخية الهائلة،
ومشيراً إلى المكانة والدور المميز للشعب الإيراني في هذا التغيير التاريخي”.
(المصدر السابق نفسه).
وعندما
يتحدث السيد الخامنئي عن الدور المميز للشعب الإيراني في التغيير التاريخي، فإنما
يتحدث عن دوره هو، فباعتباره نائب إمام الزمان، ولي كل المؤمنين في مشارق الأرض
ومغاربها، فإن له الولاية التامة على كل المكلفين… ويبدو طبيعياً أن يعمل كل ما في
وسعه ليس لإيصال كلمته وإسماع صوته فحسب، بل لتكون هذه الكلمة وذلك الصوت صاحبي
التأثير الأول والأخير…
يتحدث السيد الخامنئي عن الدور المميز للشعب الإيراني في التغيير التاريخي، فإنما
يتحدث عن دوره هو، فباعتباره نائب إمام الزمان، ولي كل المؤمنين في مشارق الأرض
ومغاربها، فإن له الولاية التامة على كل المكلفين… ويبدو طبيعياً أن يعمل كل ما في
وسعه ليس لإيصال كلمته وإسماع صوته فحسب، بل لتكون هذه الكلمة وذلك الصوت صاحبي
التأثير الأول والأخير…
كيف
ذلك؟ من خلال تسخير إيران جميعها بأرضها وسمائها، بثرواتها ومقدراتها، بشيبها
وشبابها بحاضرها ومستقبلها، فداءَ هذه الرؤية اللاهوتية، والنزعة التوسعية.
ذلك؟ من خلال تسخير إيران جميعها بأرضها وسمائها، بثرواتها ومقدراتها، بشيبها
وشبابها بحاضرها ومستقبلها، فداءَ هذه الرؤية اللاهوتية، والنزعة التوسعية.
وبالعودة
إلى أتاتورك الذي أدرك حقيقة هذه الضريبة الفادحة نراه يقول: “كان مؤيدو الخلافة
في تركيا بدلاً من الكلام عن عاهل بلد بعينه أو أمة بعينها.. كانوا يتكلمون عن
عاهل تمتد سلطته إلى كتلة من ثلاثمئة مليون نسمة، ومن عروق وأجناس شتى، يعيشون في
مختلف قارات العالم، وبين يدي هذا العاهل العظيم الذي تمتد سلطته إلى الإسلام كله،
ما كانوا يضعون من قوة سوى الأمة التركية، أي فقط من عشرة إلى خمسة عشر مليوناً من
أولئك الثلاثمئة مليون من الرعايا، وكان المفروض بالعاهل المشار إليه تحت اسم
الخليفة أن يسيّر شؤون هذه الشعوب الإسلامية، وأن يكفل تنفيذ التعليمات الأوفق
لمصالحهم الزمنية، وكان المفروض أن يذود عن حقوق جميع المسلمين، وأن يركز بين يديه
بنجاعة وسلطة جميع شؤون العالم الإسلامي.
إلى أتاتورك الذي أدرك حقيقة هذه الضريبة الفادحة نراه يقول: “كان مؤيدو الخلافة
في تركيا بدلاً من الكلام عن عاهل بلد بعينه أو أمة بعينها.. كانوا يتكلمون عن
عاهل تمتد سلطته إلى كتلة من ثلاثمئة مليون نسمة، ومن عروق وأجناس شتى، يعيشون في
مختلف قارات العالم، وبين يدي هذا العاهل العظيم الذي تمتد سلطته إلى الإسلام كله،
ما كانوا يضعون من قوة سوى الأمة التركية، أي فقط من عشرة إلى خمسة عشر مليوناً من
أولئك الثلاثمئة مليون من الرعايا، وكان المفروض بالعاهل المشار إليه تحت اسم
الخليفة أن يسيّر شؤون هذه الشعوب الإسلامية، وأن يكفل تنفيذ التعليمات الأوفق
لمصالحهم الزمنية، وكان المفروض أن يذود عن حقوق جميع المسلمين، وأن يركز بين يديه
بنجاعة وسلطة جميع شؤون العالم الإسلامي.
وعلى
العاهل المسمى بالخليفة أن يقيم العدل بين أولئك الثلاثمئة مليون من مسلمي الكرة
الأرضية، وأن يصون حقوق تلك الشعوب، وأن يتلافى كل حدث من شأنه أن يمس بنظامها
وأمنها، وأن يواجه كل عدوان يمكن أن يتعرض له المسلمون من جانب الأمم الأخرى،
والصلاحية التي ينبغي أن تكون له هي أن يؤمن للإسلام جميع وسائل الرفاه والتطور
الفكري.
العاهل المسمى بالخليفة أن يقيم العدل بين أولئك الثلاثمئة مليون من مسلمي الكرة
الأرضية، وأن يصون حقوق تلك الشعوب، وأن يتلافى كل حدث من شأنه أن يمس بنظامها
وأمنها، وأن يواجه كل عدوان يمكن أن يتعرض له المسلمون من جانب الأمم الأخرى،
والصلاحية التي ينبغي أن تكون له هي أن يؤمن للإسلام جميع وسائل الرفاه والتطور
الفكري.
ولو
أنه كان يتعين على الخليفة والخلافة، كما يزعمون، أن يتقلدا سلطة عامة تشمل
الإسلام كله، أفما كان ينبغي التفكير بمنتهى العدل والإنصاف بالمسألة التالية: وهي
أنّ إرادة وضع كل وجود تركيا وكل مواردها وكل قواها تحت تصرف الخليفة إنما تعني
تحميلها عبئاً ساحقاً بكل ما في الكلمة من معنى”.
أنه كان يتعين على الخليفة والخلافة، كما يزعمون، أن يتقلدا سلطة عامة تشمل
الإسلام كله، أفما كان ينبغي التفكير بمنتهى العدل والإنصاف بالمسألة التالية: وهي
أنّ إرادة وضع كل وجود تركيا وكل مواردها وكل قواها تحت تصرف الخليفة إنما تعني
تحميلها عبئاً ساحقاً بكل ما في الكلمة من معنى”.
وفي
تنويع آخر لبيان هذه الحقيقة يقول أتاتورك: “لا تركيا، ولا تلك الحفنة من السكان
التي تعود إليها يمكن أن توضعا تحت تصرف الخليفة كيما يقتدر هذا الأخير على إنجاز
المهمة التي يُراد له أن يتقلدها، أي تأسيس دولة تشمل الإسلام كله. والشعب التركي
ليس في وضعية تؤهله لتولي عبء هذه المسؤولية الكبيرة للغاية، وللاضطلاع بمهمة
بعيدة إلى هذا الحد عن أن تكون معقولة.
تنويع آخر لبيان هذه الحقيقة يقول أتاتورك: “لا تركيا، ولا تلك الحفنة من السكان
التي تعود إليها يمكن أن توضعا تحت تصرف الخليفة كيما يقتدر هذا الأخير على إنجاز
المهمة التي يُراد له أن يتقلدها، أي تأسيس دولة تشمل الإسلام كله. والشعب التركي
ليس في وضعية تؤهله لتولي عبء هذه المسؤولية الكبيرة للغاية، وللاضطلاع بمهمة
بعيدة إلى هذا الحد عن أن تكون معقولة.
لقد
قِيدتْ أمتنا طيلة قرون تحت تأثير تلك الفكرة المغلوطة، لكن ماذا نجم عنها؟ لقد
تركت حيثما مرت ملايين الرجال صرعى… هل تعرفون – قلت – ما عدد أبناء الأناضول
الذين قضوا في صحارى اليمن القائظة؟ هل تعرفون الخسائر التي تكبدناها لنحتفظ
بسورية والعراق، ولنحتفظ بمصر، ولنبقى في إفريقيا”؟
قِيدتْ أمتنا طيلة قرون تحت تأثير تلك الفكرة المغلوطة، لكن ماذا نجم عنها؟ لقد
تركت حيثما مرت ملايين الرجال صرعى… هل تعرفون – قلت – ما عدد أبناء الأناضول
الذين قضوا في صحارى اليمن القائظة؟ هل تعرفون الخسائر التي تكبدناها لنحتفظ
بسورية والعراق، ولنحتفظ بمصر، ولنبقى في إفريقيا”؟
وفعلاً
كان أتاتورك غير مستعد للاستمرار بدفع هذه الفاتورة الباهظة، فعرف حدّه، ووقف
عنده، بخلاف السيد الخامنئي الذي يدفع بفلذات أكباد إيران اليوم لأتون المحرقة،
مرةً للعراق وأخرى لأفغانستان، وثالثةً للبنان، ورابعةً لسورية… وهكذا دواليك.
كان أتاتورك غير مستعد للاستمرار بدفع هذه الفاتورة الباهظة، فعرف حدّه، ووقف
عنده، بخلاف السيد الخامنئي الذي يدفع بفلذات أكباد إيران اليوم لأتون المحرقة،
مرةً للعراق وأخرى لأفغانستان، وثالثةً للبنان، ورابعةً لسورية… وهكذا دواليك.
ويحدثنا
مصطفى كمال أتاتورك قائلاً: “عندما ألغت الجمعية الوطنية الكبرى الخلافة، كان رجل
الدين رسيح أفندي، نائب أضاليا، يترأس لجنةً للهلال الأحمر موجودة في الهند، وقد
عاد إلى أنقرة ماراً بمصر، وبعد أن التمس مقابلة معي صارحني بعبارة مفادها أنّ
المسلمين في البلدان التي اجتازها يطلبون أن أصير خليفة، وأن الهيئات الإسلامية
ذات الكفاءة قدحمّلته نقل تلك الأمنية.
مصطفى كمال أتاتورك قائلاً: “عندما ألغت الجمعية الوطنية الكبرى الخلافة، كان رجل
الدين رسيح أفندي، نائب أضاليا، يترأس لجنةً للهلال الأحمر موجودة في الهند، وقد
عاد إلى أنقرة ماراً بمصر، وبعد أن التمس مقابلة معي صارحني بعبارة مفادها أنّ
المسلمين في البلدان التي اجتازها يطلبون أن أصير خليفة، وأن الهيئات الإسلامية
ذات الكفاءة قدحمّلته نقل تلك الأمنية.
وفي
الجواب الذي أعطيته لرسيح أفندي، وبعد أن عبّرت عن شكري لحسن الالتفات والعطف الذي
أبداه المسلمون تجاهي قلت: أنت فقيه في الشرع الديني، وأنت تعلم أن الخليفة يعني
رئيس دولة، فكيف يمكنني أن أقبل مقترحات وأمنيات تلك الشعوب التي يملك عليها ملوك
وأباطرة؟ ولو قبلتُ، فهل سيقبل بذلك عواهل هذه الشعوب؟ إنه لمن اللزام تنفيذ أوامر
الخليفة والخضوع لنواهيه… وأولئك الذين يريدون أن يجعلوا مني خليفة هل هم على
استعداد لتنفيذ أوامري؟ وبالتالي، أليس من السخف انتحال دور وهمي لا معنى له، ولا
مبرر وجودّ”.
الجواب الذي أعطيته لرسيح أفندي، وبعد أن عبّرت عن شكري لحسن الالتفات والعطف الذي
أبداه المسلمون تجاهي قلت: أنت فقيه في الشرع الديني، وأنت تعلم أن الخليفة يعني
رئيس دولة، فكيف يمكنني أن أقبل مقترحات وأمنيات تلك الشعوب التي يملك عليها ملوك
وأباطرة؟ ولو قبلتُ، فهل سيقبل بذلك عواهل هذه الشعوب؟ إنه لمن اللزام تنفيذ أوامر
الخليفة والخضوع لنواهيه… وأولئك الذين يريدون أن يجعلوا مني خليفة هل هم على
استعداد لتنفيذ أوامري؟ وبالتالي، أليس من السخف انتحال دور وهمي لا معنى له، ولا
مبرر وجودّ”.
أما
السيد الخامنئي فإنه حتى هذه اللحظة لا يزال يطمع بالتوسع والتمدد والانتشار…
بحثاً عن انتحال دور وهمي لا معنى له، ولا مبرر ولا وجود، من خلال إرسال الممثلين
عنه، والوكلاء (الشرعيين) له، إلى الدول والأمصار، ليقبضوا الأموال والحقوق
الشرعية باسمه، وليوجّهوا الناس في دقيق أمورهم وجليلها باسمه، وليثيروا البلبلة
في صفوف الناس بتشتيت انتمائاتهم وولاءاتهم باسمه.
السيد الخامنئي فإنه حتى هذه اللحظة لا يزال يطمع بالتوسع والتمدد والانتشار…
بحثاً عن انتحال دور وهمي لا معنى له، ولا مبرر ولا وجود، من خلال إرسال الممثلين
عنه، والوكلاء (الشرعيين) له، إلى الدول والأمصار، ليقبضوا الأموال والحقوق
الشرعية باسمه، وليوجّهوا الناس في دقيق أمورهم وجليلها باسمه، وليثيروا البلبلة
في صفوف الناس بتشتيت انتمائاتهم وولاءاتهم باسمه.
والآن:
هل نطالب بالمستحيل إذا وجّهنا نداءنا لنظام إيران ولولي أمره بأن يرأفا بحال
الشعب الإيراني المسكين الذي يربض على مخزون هائل من الثروة وأسباب التقدم والرفاه
والازدهار، وأن ينتهيا عن التنفج بالأوهام، وعن الزهو بالمكانة الفريدة التي
يستميتان في التربع عليها، وأن يُقلعا عن التلفت والبصبصة ومد الأذرع ذات اليمين
وذات الشمال، فحرام على هذا البلد الرائع أن يغدو مجرد جسم ينزف من شرايينه!
هل نطالب بالمستحيل إذا وجّهنا نداءنا لنظام إيران ولولي أمره بأن يرأفا بحال
الشعب الإيراني المسكين الذي يربض على مخزون هائل من الثروة وأسباب التقدم والرفاه
والازدهار، وأن ينتهيا عن التنفج بالأوهام، وعن الزهو بالمكانة الفريدة التي
يستميتان في التربع عليها، وأن يُقلعا عن التلفت والبصبصة ومد الأذرع ذات اليمين
وذات الشمال، فحرام على هذا البلد الرائع أن يغدو مجرد جسم ينزف من شرايينه!
عن
موقع مسارات
موقع مسارات
محمد أمير ناشر النعم