لا يشمئزّ عموم علماء الشيعة، وعمومأتباعهم من لقب أو وصف كاشمئزازهم من لقب (وهابي)، ولا ينفرون من أتباع مذهب كما
ينفرون منهم، لكنَّهم في الوقت ذاته لا يسيئون استعمال لقب كإساءتهم استعماله، ولا
يتخبطون في إطلاقه كتخبطهم فيه.
من الشائع في العالم السني أن يوصف
المشايخ والمثقفون الذين يخرجون على النمط الفكري الكلاسيكي المعهود، فيدعون إلى
النهضة والإصلاح والقضاء على الجمود الفكري والحضاري، وإعادة النظر في الموروث
الديني تنقيةً وتفسيراً بالتفرنج تارةً، وبالتعلمن (العلمانية) تارةً أخرى، وربما
بالتفلّت، وصولاً إلى رميهم بالإلحاد تارة ثالثة. بدءاً من السيد أحمد خان والإمام
محمد عبده، وطه حسين وعلي عبد الرازق، وانتهاءً بمحمد شحرور ونصر حامد أبو زيد.
المشايخ والمثقفون الذين يخرجون على النمط الفكري الكلاسيكي المعهود، فيدعون إلى
النهضة والإصلاح والقضاء على الجمود الفكري والحضاري، وإعادة النظر في الموروث
الديني تنقيةً وتفسيراً بالتفرنج تارةً، وبالتعلمن (العلمانية) تارةً أخرى، وربما
بالتفلّت، وصولاً إلى رميهم بالإلحاد تارة ثالثة. بدءاً من السيد أحمد خان والإمام
محمد عبده، وطه حسين وعلي عبد الرازق، وانتهاءً بمحمد شحرور ونصر حامد أبو زيد.
أما الذين توقَّفوا وتوجّسوا من الأخذ
بالمرويات الحديثية، وتشكَّكوا فيها، نتيجة ما رأوه من اختلاف في الحديث واضطراب
في أسانيده ومتونه فأُطلق عليهم وصف (القرآنيين)، ولم يجد أصحاب هذا الوصف أيَّ
غضاضة فيه، بل وجدوا فيه كامل المزية!
بالمرويات الحديثية، وتشكَّكوا فيها، نتيجة ما رأوه من اختلاف في الحديث واضطراب
في أسانيده ومتونه فأُطلق عليهم وصف (القرآنيين)، ولم يجد أصحاب هذا الوصف أيَّ
غضاضة فيه، بل وجدوا فيه كامل المزية!
أما في العالم الشيعي فربَّما استُخدمت
الأوصاف نفسها لمن رام نفس مهام التجديد والإصلاح من المشايخ والمفكرين والمثقفين
الشيعة، ولكننا سنقع على وصف آخر كانوا يُرمَون به، وهو نفس الوصف الذي كنّا
سنعدّه على غاية من السخف وعمى البصيرة لو أُطلق مثيله على المذكورين من عالم أهل
السنة.
الأوصاف نفسها لمن رام نفس مهام التجديد والإصلاح من المشايخ والمفكرين والمثقفين
الشيعة، ولكننا سنقع على وصف آخر كانوا يُرمَون به، وهو نفس الوصف الذي كنّا
سنعدّه على غاية من السخف وعمى البصيرة لو أُطلق مثيله على المذكورين من عالم أهل
السنة.
هذا الوصف هو (الوهابية). وإطلاق
هذا الوصف على هذه الثلة تكشف لنا البون الشاسع ما بين العالمين في التعاطي مع
مسائل التجديد والإصلاح، وتنقية التراث وتحريره ومواءمته مع العصر والواقع.
هذا الوصف على هذه الثلة تكشف لنا البون الشاسع ما بين العالمين في التعاطي مع
مسائل التجديد والإصلاح، وتنقية التراث وتحريره ومواءمته مع العصر والواقع.
وسيتَّضح ما نعنيه أكثر حين نلقي الضوء
على أهم من وصموا بــ (الوهابية) من أعلام الشيعة المعاصرين، وسيتبيّن مرادنا
عندئذ بشكل أكبر.
على أهم من وصموا بــ (الوهابية) من أعلام الشيعة المعاصرين، وسيتبيّن مرادنا
عندئذ بشكل أكبر.
فهذا أحمد كسروي (1890 ــ 1946) المثقف
والمؤرخ الإيراني المعروف، ورجل القضاء الذي تدرّج في مناصبه حتى غدا المدعي العام
في طهران، كان من أبرز دعاة القومية الفارسية، ومن أهم منظّريها، وقد عرفه القارئ
العربي من خلال كتابه المهم (تاريخ الحكم النيابي في طهران) المطبوع بأجزائه
الثلاثة في المركز القومي للترجمة في مصر، بترجمة الدكتورة هويدا عزت محمد، التي
قدّمت إضاءة مهمة حول المؤلف الذي اغتيل على يد منظمة (فدائيان إسلام) بفتوى تهدر
دمه أطلقها الإمام الخميني، في الأربعينات من القرن المنصرم، ويذكر المفكر أحمد
الكاتب أنَّ أبا القاسم الخوئي الذي كان في تلك الفترة في قم، قبل أن يبلغ درجة
المرجعية، هو من زوّد نواب صفوي بالمال لشراء السلاح الذي قُتل به أحمد كسروي.
والمؤرخ الإيراني المعروف، ورجل القضاء الذي تدرّج في مناصبه حتى غدا المدعي العام
في طهران، كان من أبرز دعاة القومية الفارسية، ومن أهم منظّريها، وقد عرفه القارئ
العربي من خلال كتابه المهم (تاريخ الحكم النيابي في طهران) المطبوع بأجزائه
الثلاثة في المركز القومي للترجمة في مصر، بترجمة الدكتورة هويدا عزت محمد، التي
قدّمت إضاءة مهمة حول المؤلف الذي اغتيل على يد منظمة (فدائيان إسلام) بفتوى تهدر
دمه أطلقها الإمام الخميني، في الأربعينات من القرن المنصرم، ويذكر المفكر أحمد
الكاتب أنَّ أبا القاسم الخوئي الذي كان في تلك الفترة في قم، قبل أن يبلغ درجة
المرجعية، هو من زوّد نواب صفوي بالمال لشراء السلاح الذي قُتل به أحمد كسروي.
كان أحمد كسروي ينتمي للحركة الدستورية
الإيرانية، ويروم نهضة بلده وشعبه، ولذلك ناهض تسلط عموم رجال الدين الشيعة، فقد
رأى فيهم قوة تعطيل هائلة تمنع من التقدم والتطور، وتقف، في وقته، ضدَّ المفاهيم
الحديثة عن الدولة والنظام السياسي، بسبب حصرهم الشرعية على حكومة الأئمة. فأدرك
أنَّه لا يمكن تجاوز هذه المعضلة إلا بتحطيم موروث هؤلاء العلماء، وبانتقاد
العادات المذهبية، فكتب مؤلفه الناقد (الشيعة والتشيع)، الذي أثبت فيه أنَّ التشيع
انحرف من جهاد سياسي إلى عقائد مفرطة في غلوِّها، عبر آليات عدة منها: وضع
الأحاديث، وتأويل القرآن تأويلاً متعسفاً، وتحريف أخبار الوقائع، فبادله العلماء
العداء إلى درجة إهدار دمه، وكان أهمّ أوصاف التلطيخ التي لا سماحة فيها ولا شهامة
وصفه بالوهابي.
الإيرانية، ويروم نهضة بلده وشعبه، ولذلك ناهض تسلط عموم رجال الدين الشيعة، فقد
رأى فيهم قوة تعطيل هائلة تمنع من التقدم والتطور، وتقف، في وقته، ضدَّ المفاهيم
الحديثة عن الدولة والنظام السياسي، بسبب حصرهم الشرعية على حكومة الأئمة. فأدرك
أنَّه لا يمكن تجاوز هذه المعضلة إلا بتحطيم موروث هؤلاء العلماء، وبانتقاد
العادات المذهبية، فكتب مؤلفه الناقد (الشيعة والتشيع)، الذي أثبت فيه أنَّ التشيع
انحرف من جهاد سياسي إلى عقائد مفرطة في غلوِّها، عبر آليات عدة منها: وضع
الأحاديث، وتأويل القرآن تأويلاً متعسفاً، وتحريف أخبار الوقائع، فبادله العلماء
العداء إلى درجة إهدار دمه، وكان أهمّ أوصاف التلطيخ التي لا سماحة فيها ولا شهامة
وصفه بالوهابي.
نقرأ في كتاب محمد شفيعي الأسس
الفكرية للثورة الإسلامية الإيرانية: “ومن هؤلاء أحمد كسروي الذي استورد
مع من استورد بعض ما أنتجه تنويريو أوروبا ليخلطه ببعض أفكار المذهب الوهابي،
ويؤلف ديناً جديداً أسماه (باكديني) أي: الدين الطاهر، أو التطهير الديني”.
الفكرية للثورة الإسلامية الإيرانية: “ومن هؤلاء أحمد كسروي الذي استورد
مع من استورد بعض ما أنتجه تنويريو أوروبا ليخلطه ببعض أفكار المذهب الوهابي،
ويؤلف ديناً جديداً أسماه (باكديني) أي: الدين الطاهر، أو التطهير الديني”.
أما محمد حسن شريعت سنكلجي (1893 ــ 1944)، فكان منأوائل القرآنيين الشيعة. تأثر بمدرسة الشيخ هادي نجف آبادي، وأسَّس داراً عُرفت
بدار التبليغ، عكف فيها على تدريس القرآن الكريم من دون الاعتماد على روايات كتب
الشيعة المغالية، فجابهه رجال الدين بالرفض، وعرّض به الإمام الخميني في كتابه
(كشف الأسرار).
ألّف سنكلجي كتاب (كليد فهم القرآن
/مفتاح فهم القرآن)، الذي قام على المبادئ التالية:
/مفتاح فهم القرآن)، الذي قام على المبادئ التالية:
1 ــ النص القرآني غير محرّف.
2 ــ النص القرآني قابل للفهم، ولا
يحتاج إلى غيره من أجل فهمه.
يحتاج إلى غيره من أجل فهمه.
3 ــ النص القرآني مستوعب لتمام
القضايا المرتبطة بالدين.
القضايا المرتبطة بالدين.
4 ــ القبول بمبدأ حجية السنة لا يعني
قبول حجيتها في العقائد، بل حجيتها تقتصر على الشرعيات، فالعقائد لا تثبت إلا
بالقرآن الكريم لأنه مقطوع به ثبوتاً، أم السنة فمعظمها ثبتت بطريق الآحاد، ولا
يمكننا القطع بثبوتها.
قبول حجيتها في العقائد، بل حجيتها تقتصر على الشرعيات، فالعقائد لا تثبت إلا
بالقرآن الكريم لأنه مقطوع به ثبوتاً، أم السنة فمعظمها ثبتت بطريق الآحاد، ولا
يمكننا القطع بثبوتها.
ولأنَّ هذه المبادئ تقوِّض المذهب
الشيعي بشكل تلقائي حاربه رجال الدين واتهموه بـ (الوهابية)، على الرغم من أن
المذهب الوهابي يتفق مع الشيعة في مبدأ حجية السنة في العقائد، ولكن وصفهم أُبرم،
ولا رجعة عنه فهو وهابي ويجب محاربته. وللاستزادة أنصح بقراءة كتاب (المصلح
الديني الكبير آية الله شريعة سنكلجي مؤسس المدرسة الإصلاحية التوحيدية في إيران).للدكتور
سعد رستم الذي تتبع سيرة هذا الرجل، الذاتية والفكرية تتبعاً علمياً مستقصياً
الشيعي بشكل تلقائي حاربه رجال الدين واتهموه بـ (الوهابية)، على الرغم من أن
المذهب الوهابي يتفق مع الشيعة في مبدأ حجية السنة في العقائد، ولكن وصفهم أُبرم،
ولا رجعة عنه فهو وهابي ويجب محاربته. وللاستزادة أنصح بقراءة كتاب (المصلح
الديني الكبير آية الله شريعة سنكلجي مؤسس المدرسة الإصلاحية التوحيدية في إيران).للدكتور
سعد رستم الذي تتبع سيرة هذا الرجل، الذاتية والفكرية تتبعاً علمياً مستقصياً
تأثر بالشيخ سنكلجي جماعة من النابهين،
وبرز منهم الحاج يوسف شعار التبريزي صاحب
كتاب (تفسير الآيات المشكلة)، وابنه الدكتور جعفر شعار، وعبد الوهاب فريد التنكابني.
وبرز منهم الحاج يوسف شعار التبريزي صاحب
كتاب (تفسير الآيات المشكلة)، وابنه الدكتور جعفر شعار، وعبد الوهاب فريد التنكابني.
ألّف عبد الوهاب فريد التنكابني، بناءً
على دراساته الحديثية، كتاب (الإسلام والرجعة)، الذي ترجمه إلى العربية الدكتور
سعد رستم، وأثبت فيه بطلان عقيدة الرجعة القائلة برجوع الأئمة إلى الحياة مرة أخرى
في آخر الزمان من أجل أن يقتصّوا من أعدائهم، وكانت رسالة عبد الوهاب فريد تقوم
على:
على دراساته الحديثية، كتاب (الإسلام والرجعة)، الذي ترجمه إلى العربية الدكتور
سعد رستم، وأثبت فيه بطلان عقيدة الرجعة القائلة برجوع الأئمة إلى الحياة مرة أخرى
في آخر الزمان من أجل أن يقتصّوا من أعدائهم، وكانت رسالة عبد الوهاب فريد تقوم
على:
1 ــ اعتبار العقل مرجعاً أساسياً في
حركة الاجتهاد الديني.
حركة الاجتهاد الديني.
2 ــ جعل العلم والبرهان والحكمة
معايير للصواب والخطأ.
معايير للصواب والخطأ.
3 رفض مختلف أشكال التقليد والاتباع،
ومجمل ألوان الحقد والتعصب.
ومجمل ألوان الحقد والتعصب.
ويحدثنا رسول
جعفريان الذي رسم
خريطة مفصَّلة للمشهد الثقافي والفكري في إيران منذ اعتلاء الشاه محمد رضا بهلوي
العرش، وحتى اشتعال الثورة الإسلامية التي أطاحت به، وهي فترة استغرقت حوالي أربعة
عقود في كتابه الفذّ (جریانها وسازمانهای مذهبی – سیاسی ایران / التيارات
والمنظَّمات السياسية في إيران) أنَّ أرباب
المنابر كانوا يتهمونه بــ (الوهابية)، وقد انهالت الردود على كتابه، وكان من
أشهرها ما كتبه الميرزا عبد الرزاق المحدث الهمداني (سلاسل الحديد على عنق العنيد عبد
الوهاب فريد)، والشيخ حسن بن الحسين السردرودي (الدين والرجعة في الرد على الإسلام
والرجعة).
جعفريان الذي رسم
خريطة مفصَّلة للمشهد الثقافي والفكري في إيران منذ اعتلاء الشاه محمد رضا بهلوي
العرش، وحتى اشتعال الثورة الإسلامية التي أطاحت به، وهي فترة استغرقت حوالي أربعة
عقود في كتابه الفذّ (جریانها وسازمانهای مذهبی – سیاسی ایران / التيارات
والمنظَّمات السياسية في إيران) أنَّ أرباب
المنابر كانوا يتهمونه بــ (الوهابية)، وقد انهالت الردود على كتابه، وكان من
أشهرها ما كتبه الميرزا عبد الرزاق المحدث الهمداني (سلاسل الحديد على عنق العنيد عبد
الوهاب فريد)، والشيخ حسن بن الحسين السردرودي (الدين والرجعة في الرد على الإسلام
والرجعة).
وتستمر سلسلة هؤلاء العلماء الذين كانوا
أحراراً في تفكيرهم فنذكر الأستاذ علي أكبر حَكَمي زاده صاحب كُتَيِّب (أسرار ألف
عام)، الذي ردَّ عليه رداً قاسياً مجحفاً الإمام الخميني في كتابه (كشف الأسرار)،
وآية الله السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي صاحب كتاب (كسر الصنم) و(عرض أخبار
الأصول على القرآن والعقول)، والأستاذ حيدر علي قلمداران القُمِّي، صاحب (طريق
النجاة من شرّ الغلاة)، و(دراسة نصوص الإمامة)، و(أسباب تقدّم المسلمين وتخلفهم)، وآية
الله السيد محمد جواد الموسوي الغروي الأصفهاني، مؤلف (حول ظن الفقيه واستعماله في
الفقه)، و(مباني الحقوق في الإسلام)، والأستاذ العلاّمة السيد مصطفى الحسيني
الطباطبائي، صاحب (الخيانة في نقل التاريخ)، و(نظرة إلى آراء الإخباريين
والأصوليين)، و(دراسة الروايات الموضوعة في كتب الحديث)، و(إمعان النظر في معاني
القرآن)، وحجة الإسلام محسن كديور، المنشق السياسي عن نظام ولاية الفقيه والمدافع
عن الديمقراطية والإصلاحات الليبرالية، كاتب (القراءة المنسية: الأئمة الاثنا عشر
علماء أبرار)، و(نظريات الحكم في الفقه الشيعي، بحوث في ولاية الفقيه)… إلخ.
أحراراً في تفكيرهم فنذكر الأستاذ علي أكبر حَكَمي زاده صاحب كُتَيِّب (أسرار ألف
عام)، الذي ردَّ عليه رداً قاسياً مجحفاً الإمام الخميني في كتابه (كشف الأسرار)،
وآية الله السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي صاحب كتاب (كسر الصنم) و(عرض أخبار
الأصول على القرآن والعقول)، والأستاذ حيدر علي قلمداران القُمِّي، صاحب (طريق
النجاة من شرّ الغلاة)، و(دراسة نصوص الإمامة)، و(أسباب تقدّم المسلمين وتخلفهم)، وآية
الله السيد محمد جواد الموسوي الغروي الأصفهاني، مؤلف (حول ظن الفقيه واستعماله في
الفقه)، و(مباني الحقوق في الإسلام)، والأستاذ العلاّمة السيد مصطفى الحسيني
الطباطبائي، صاحب (الخيانة في نقل التاريخ)، و(نظرة إلى آراء الإخباريين
والأصوليين)، و(دراسة الروايات الموضوعة في كتب الحديث)، و(إمعان النظر في معاني
القرآن)، وحجة الإسلام محسن كديور، المنشق السياسي عن نظام ولاية الفقيه والمدافع
عن الديمقراطية والإصلاحات الليبرالية، كاتب (القراءة المنسية: الأئمة الاثنا عشر
علماء أبرار)، و(نظريات الحكم في الفقه الشيعي، بحوث في ولاية الفقيه)… إلخ.
لقد أطلق بعض الباحثين والمؤرخين الإيرانيين
على هذا التيار الإصلاحي لقب: “نوگرائي ديني” أي: تيار التجديد الديني،
وأطلق عليهم بعض آخر لقب: “القرآنيون الشيعة”، أما المؤرخ رسول جعفريان فيسمّيهم
بـ”التيارات المطالبة بإعادة النظر في عقائد الشيعة”،
لكن يبقى الوصف الأبرز بين عامة علماء الشيعة لهم هو:ـ “التيار الوهابي
بين الشيعة“! والنعت الأشهر لأتباعه هو “الوهابيين“.
على هذا التيار الإصلاحي لقب: “نوگرائي ديني” أي: تيار التجديد الديني،
وأطلق عليهم بعض آخر لقب: “القرآنيون الشيعة”، أما المؤرخ رسول جعفريان فيسمّيهم
بـ”التيارات المطالبة بإعادة النظر في عقائد الشيعة”،
لكن يبقى الوصف الأبرز بين عامة علماء الشيعة لهم هو:ـ “التيار الوهابي
بين الشيعة“! والنعت الأشهر لأتباعه هو “الوهابيين“.
ومما يلفت النظر ملاحظة الشيخ حيدر حب
الله في كتابه نظرية السنة في الفكر الإمامي الشيعي، التكوين والصيرورة أنَّ
مدرسة سنكلجي وتلامذته تأثرت بكتابات أحمد أمين المصري، وأنَّها تناولت موضوع
الحديث الشريف بصورة مشابهة لتناول أحمد أمين له. وههنا تبرز المفارقة التي بُني عليها
هذا المقال، ففي العالم السني كان من المستحيل أن يفكّر باحث أو ناقد أو شبه باحث
أو شبه ناقد في وصم أحمد أمين فيما قام به من تناول للحديث بالبحث والدرس والتمحيص
والمحاكمة بأنه (وهابي)، في حين رأينا أن أقرانه في العالم الشيعي عندما قاموا
بنفس المهمة وُصموا بذلك! وتصوّروا ساطع الحصري المنادي بالقومية العربية أن يُرمى
بالوهابية! سيكون ذلك عبثاً خالصاً، لكننا رأينا نظيره في إيران أحمد كسروي يُرمى
بها!
الله في كتابه نظرية السنة في الفكر الإمامي الشيعي، التكوين والصيرورة أنَّ
مدرسة سنكلجي وتلامذته تأثرت بكتابات أحمد أمين المصري، وأنَّها تناولت موضوع
الحديث الشريف بصورة مشابهة لتناول أحمد أمين له. وههنا تبرز المفارقة التي بُني عليها
هذا المقال، ففي العالم السني كان من المستحيل أن يفكّر باحث أو ناقد أو شبه باحث
أو شبه ناقد في وصم أحمد أمين فيما قام به من تناول للحديث بالبحث والدرس والتمحيص
والمحاكمة بأنه (وهابي)، في حين رأينا أن أقرانه في العالم الشيعي عندما قاموا
بنفس المهمة وُصموا بذلك! وتصوّروا ساطع الحصري المنادي بالقومية العربية أن يُرمى
بالوهابية! سيكون ذلك عبثاً خالصاً، لكننا رأينا نظيره في إيران أحمد كسروي يُرمى
بها!
هل أراد العلماء الشيعة التقليديون
تنفير الناس من دعاة التجديد والإصلاح بوصمهم بالوهابيين؟ إذن فقد كانوا يجمّلون
الوهابية ويعلون من شأنها من حيث لا يدرون! أم أنَّهم كانوا يعتقدون حقاً أنَّ هذه
هي سمات الوهابية وصفاتها! التي يمكن استنتاج أهمّ مقوماتها من خلال دعوات من
يُصمون بها:
تنفير الناس من دعاة التجديد والإصلاح بوصمهم بالوهابيين؟ إذن فقد كانوا يجمّلون
الوهابية ويعلون من شأنها من حيث لا يدرون! أم أنَّهم كانوا يعتقدون حقاً أنَّ هذه
هي سمات الوهابية وصفاتها! التي يمكن استنتاج أهمّ مقوماتها من خلال دعوات من
يُصمون بها:
1
ــ نبذ الخرافات والأساطير.
ــ نبذ الخرافات والأساطير.
2
ــ نبذ ألوان التعصب.
ــ نبذ ألوان التعصب.
3
ــ العودة إلى نقاء الدين.
ــ العودة إلى نقاء الدين.
4
ــ تنقية الدين من الخبل والوخم الذي يعشعش فيه.
ــ تنقية الدين من الخبل والوخم الذي يعشعش فيه.
5
ــ محاربة الغلو وتقديس البشر.
ــ محاربة الغلو وتقديس البشر.
6
ــ الدعوة للقومية الفارسية الإيرانية، ولإعادة أمجادها.
ــ الدعوة للقومية الفارسية الإيرانية، ولإعادة أمجادها.
7
ــ الدعوة للديمقراطية ومزيد من الليبرالية.
ــ الدعوة للديمقراطية ومزيد من الليبرالية.
8
ــ الدعوة إلى الانفتاح العقلي والتخلص من حالة الجمود.
ــ الدعوة إلى الانفتاح العقلي والتخلص من حالة الجمود.
خلاصة الأمر: إذا كان وصف
(الوهابية) على سبيل التشنيع فهو ذروة التجميل لها، وإذا كان على سبيل الاعتقاد
بأنَّ موصوفيها هم كذلك فهو أقوى اعتراف بها.
(الوهابية) على سبيل التشنيع فهو ذروة التجميل لها، وإذا كان على سبيل الاعتقاد
بأنَّ موصوفيها هم كذلك فهو أقوى اعتراف بها.