الشعوبية الجاهلة

(الشعوبية) البائسة التي تنبثق في وجوهنا على
وسائل التواصل مسفهةً أجدادنا العرب، وناعتةً إياهم بأسوء النعوت، والتي تجردهم
وتسلخ عنهم كل مزية أو فضيلة أو فهم، ما هي إلا حصاد الجهل المر، وعصارة زفته
.

أما من تبحر في اللغة العربية ومفرداتها
وفقهها، وعرف أشعارها وأراجيزها فإنه سيدرك، بعلم وحق، أن تلك الصحراء، على الرغم
من كل مثالب أهلها التي لا ننكرها، ولا نغض الطرف عنها، لم تكن سوى الإقيانوس
الأعظم للمعاني الإنسانية المترقرقة، واللفتات المعنوية المتدفقة
.
رقةٌ وعذوبة، وفهمٌ وذوق، ورقيٌ يعلو بأصحابه
البدو الأقحاح إلى سماء عظماء المتصوفة، مناجم الفهم ومنابع الحكمة
.
آلاف القصص، وعشرات آلاف الأشعار تحكي
ذلك، وتبرزه وتجلّيه
:
واقرأوا إن شئتم قول كُثيرعزة:
تمنت سليمى أن نموت بحبها…….. وأهون
شيء عندنا ما تمنّتِ
وهو الذي سئل: هل رأيت أعشق منك؟
فقال: نعم. بينما كنت أسير في الفلوات
إذا أنا برجل قد نصب حباله يبتغي الصيد، فقلت: ما أجلسك ههنا؟
قال: أهلكني وأهلي الجوع، فنصبت حبائلي،
لأصيب لهم ولنفسي ما يكفينا يومنا هذا
.
فقلت: أرأيت إن أقمت معك فأصبت شيئأ
أتجعل لي منه جزءاً؟
قال: نعم.
فبينما نحن كذلك إذا وقعت فيه ظبية،
فخرجنا مبتدرين، فأسرع إليها فحلها وأطلقها، فقلت له: ما حملك على هذا؟
قال: دخلتني رقةٌ لها، لشبهها بليلى،
وأنشأ يقول
:
أيا شبه ليلى لا تُراعي فإنني……. لكِ
اليوم، من وحشية، لصديقُ
أقول وقد أطلقتها من وثاقها ……. فأنت لليلى، لو عرفتِ، عتيقُ
فعيناكِ عيناها، وجيدكِ جيدها…….
ولكنّ عظم الساق منكِ دقيقُ
محمد
أمير ناشر النعم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *