اختلاف الحديث بين السنة والشيعة

في الاعتقاد السني هنالك معصوم واحد
يشرّع وينتج النص الديني هو النبي محمد عليه السلام، نقل صحابته أحاديثه، ثم نقلها
عنهم التابعون إلى زمن التصنيف والتدوين، وفي أثناء استقراء هذا المنقول والمأثور
بدأ العلماء يلاحظون تضارباً في بعض الأحاديث والآثار، فأخذوا يفتشون عن حلول
واقتراحات لرفع التضارب والاختلاف، فظهر عند المحدثين كتب (الناسخ والمنسوخ) في
الحديث الشريف، وكتب

(مشكل
الآثار) المختصة بإيراد الأحاديث المتضاربة المختلفة، وظهر لدى الفقهاء والأصوليين
مباحث (التعارض والترجيح)، و(التعادل والترجيح)، وكان من أهم أسباب وجود هذا
التضارب والاختلاف أن الصحابة وتابعيهم بشر، وأن بعضهم قد يخطئ في السماع أو في
الفهم، فينقل على خلاف ما يُقال، وكان من نتيجة ذلك أن الإمام الطحاوي كتب: (شرح
مشكل الآثار)، في 16 مجلدا. أورد فيه الأحاديث المتضاربة، وحاول مناقشتها وإيجاد
الحلول لدرء تعارضها. (الكتاب مطبوع)
.
أما في الاعتقاد الشيعي فهنالك 14
معصوماً: (النبي الكريم، والسيدة فاطمة، والسادة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)،
ولكل واحد من هؤلاء المعصومين أصحاب وتابعون، وهؤلاء الأصحاب والتابعون هم أيضاً
بشر من جملة البشر، ويخضعون لنفس احتمالات الخطأ في السماع أو الفهم، وإنتاج
الأحاديث المتضاربة المختلفة المتعارضة، بنسبة تعادل 14 ضعفاً مما هو موجود في
العالم السني، ولو أن عالماً شيعياً جرى مجرى الطحاوي في التأليف، ففي ظني سيكون
كتابه في حدود 200 مجلد، والله أعلم
.
محمد أمير
ناشر النعم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *