ظنّ
أنّ المجد سهل المقتنى… ولم يدرِ أن النهايات حاكمة على البدايات… وأنها البيان
المفسر لكل مجمل وخفي ومُشْكِل، من لاحق تصرفاته وأفعاله ومواقفه وأقواله.
أنّ المجد سهل المقتنى… ولم يدرِ أن النهايات حاكمة على البدايات… وأنها البيان
المفسر لكل مجمل وخفي ومُشْكِل، من لاحق تصرفاته وأفعاله ومواقفه وأقواله.
أما
الدستور الثابت الراسخ الذي ينص على عمر رئيس البلاد فيتمّ تغييره في غضون نصف
ساعة، في طريق موطَّئ الأكناف، ما دام “هناك قطيع اسمه مجلس الشعب عليه التداول،
وقطيع اسمه الشعب عليه أن يطيع”.
الدستور الثابت الراسخ الذي ينص على عمر رئيس البلاد فيتمّ تغييره في غضون نصف
ساعة، في طريق موطَّئ الأكناف، ما دام “هناك قطيع اسمه مجلس الشعب عليه التداول،
وقطيع اسمه الشعب عليه أن يطيع”.
وأما
الحزب القائد فقد تحول موت الأب القائد الخالد إلى حافز احتفالي بالابن القائد في
إيمان علمي مطلق بالتناسخ والارتقاء.
الحزب القائد فقد تحول موت الأب القائد الخالد إلى حافز احتفالي بالابن القائد في
إيمان علمي مطلق بالتناسخ والارتقاء.
وما
دام هو سرَّ أبيه… فهو إذن الضامن الأوحد، والأول والأخير، لتماسك الدولة، ولوئام
الطوائف، ولتعايش أفراد المجتمع، وهو الملزِم، والغراء، والصامول، والملاط،
والأمراس، وكل أداة تجمع وتؤلف وتلصق وتربط وتدمج وترص وتشد وتحبك وتُعَشِّق.
دام هو سرَّ أبيه… فهو إذن الضامن الأوحد، والأول والأخير، لتماسك الدولة، ولوئام
الطوائف، ولتعايش أفراد المجتمع، وهو الملزِم، والغراء، والصامول، والملاط،
والأمراس، وكل أداة تجمع وتؤلف وتلصق وتربط وتدمج وترص وتشد وتحبك وتُعَشِّق.
كان
زمن الوداع العظيم للأب، هو نفسه زمن الوعد العظيم للابن، الذي استلّ الحماسة
وضربنا بها وعوداً وأمنيات: وعد بأن نودّع أيضاً الزمن البطيء الذي يمشي متمهلاً
مشية الحمير.. وأن نودّع زمن الحب في الحزب، والبغض في الحزب، والكآبة في الحزب،
وأن نزيل ختم الشمع الأحمر عن شفاهنا، وأن نودّع ثلاثين سنة من الهمس، والإشارة
والسرار.
زمن الوداع العظيم للأب، هو نفسه زمن الوعد العظيم للابن، الذي استلّ الحماسة
وضربنا بها وعوداً وأمنيات: وعد بأن نودّع أيضاً الزمن البطيء الذي يمشي متمهلاً
مشية الحمير.. وأن نودّع زمن الحب في الحزب، والبغض في الحزب، والكآبة في الحزب،
وأن نزيل ختم الشمع الأحمر عن شفاهنا، وأن نودّع ثلاثين سنة من الهمس، والإشارة
والسرار.
وأن
نودّع زمن التقشف المرّ والاقتصاد الكئيب، فالأب القائد عدَّ الإنسانية، والكرامة،
والعدل، والحرية، والذوق، واللطف، والأناقة،كل ذلك وأشباهه، إسرافاً وتترفاً.
نودّع زمن التقشف المرّ والاقتصاد الكئيب، فالأب القائد عدَّ الإنسانية، والكرامة،
والعدل، والحرية، والذوق، واللطف، والأناقة،كل ذلك وأشباهه، إسرافاً وتترفاً.
وعد
وأوفى.
وأوفى.
وعد
بالسلام، وبالأمن، وبالرخاء، وبالمجد..
بالسلام، وبالأمن، وبالرخاء، وبالمجد..
وأوفى
بالحرب، وبالمصائب، وبالخراب، وبالموت وبالهلاك..
بالحرب، وبالمصائب، وبالخراب، وبالموت وبالهلاك..
وعد
بأن يقف الأوربيون والأمريكان على أبواب سفاراتنا يستجدون تأشيرات الدخول لبلدنا،
وأوفى بأن صرنا نقف طوابير طوابير أمام مكاتب (الأنروا) لشؤون اللاجئين في مدن
الخَلق والعالم.
بأن يقف الأوربيون والأمريكان على أبواب سفاراتنا يستجدون تأشيرات الدخول لبلدنا،
وأوفى بأن صرنا نقف طوابير طوابير أمام مكاتب (الأنروا) لشؤون اللاجئين في مدن
الخَلق والعالم.
في
بداية حكمه نشأ نوع من الفوضى فحسبناها حرية، وخرجنا من الحظيرة المغلقة ذات
الهواء المختزن، لننعم بربيع دمشق الخضل.
بداية حكمه نشأ نوع من الفوضى فحسبناها حرية، وخرجنا من الحظيرة المغلقة ذات
الهواء المختزن، لننعم بربيع دمشق الخضل.
ولكن
إلى أين؟؟ إلى أين أيتها السائمات؟؟
إلى أين؟؟ إلى أين أيتها السائمات؟؟
كان
الراعي بالمرصاد، فهو المعلَّم أن من يقدّم تنازلاً لا يستطيع أن يتوقف بعده، وهو
الموصَّى أن تبقى وعوده مجرد وعود، ومحض بوارق تروق ولا تريق، وبالمذربّة لا
بالعصا هشّ علينا لندخل الحظيرة مرة أخرى، ودخلنا فازدردتنا بكل لهفة وأريحية
الراعي بالمرصاد، فهو المعلَّم أن من يقدّم تنازلاً لا يستطيع أن يتوقف بعده، وهو
الموصَّى أن تبقى وعوده مجرد وعود، ومحض بوارق تروق ولا تريق، وبالمذربّة لا
بالعصا هشّ علينا لندخل الحظيرة مرة أخرى، ودخلنا فازدردتنا بكل لهفة وأريحية
وكان
علينا أن نعتبر.. فمن يفترض به أن يبرع في شيء لا بدّ أن تلوح عليه تباشيره… وقد
لاحت تلك التباشير في تعاطي القائد الراعي مع القطيع، في ذلك الربيع، وتبيّنت لنا
براعته في الهشّ، لكننا لم نهش ولم نبش.
علينا أن نعتبر.. فمن يفترض به أن يبرع في شيء لا بدّ أن تلوح عليه تباشيره… وقد
لاحت تلك التباشير في تعاطي القائد الراعي مع القطيع، في ذلك الربيع، وتبيّنت لنا
براعته في الهشّ، لكننا لم نهش ولم نبش.
أسميناه
القائد الشابّ، فلم يكذّب التسمية، وشبَّ عن الطوق.. طوق كل معنى إنساني نبيل..
لأنه لم يطبق من تولستوي إلا هذه الجملة: “أيما حزب من الأحزاب ينتصر، فلا بدّ له
لكي يحافظ على سلطته ألا يقتصر على كل وسائل العنف الموجودة فحسب، بل يجب أن يخترع
وسائل جديدة”، لأن من واجب كل ابن أن يتخطى والده.. ليدوم له ميراث أبيه، ويكون
فيما بعد من نصيب الحفيد..
القائد الشابّ، فلم يكذّب التسمية، وشبَّ عن الطوق.. طوق كل معنى إنساني نبيل..
لأنه لم يطبق من تولستوي إلا هذه الجملة: “أيما حزب من الأحزاب ينتصر، فلا بدّ له
لكي يحافظ على سلطته ألا يقتصر على كل وسائل العنف الموجودة فحسب، بل يجب أن يخترع
وسائل جديدة”، لأن من واجب كل ابن أن يتخطى والده.. ليدوم له ميراث أبيه، ويكون
فيما بعد من نصيب الحفيد..
وبالاطراد
الثوري نفسه الذي خطه الأب الخالد ظلت النظافة ريبة، والطهارة تهمة، والمروءة
فجيعة، والاستقامة خُلق يسد في وجه صاحبه كل الأبواب. وخوفاً من الذل ظل الناس
يتسللون إلى الذل، ويفرّون إليه: الأستاذ والموجه والمدير في المدرسة، التاجر
والصناعي في المتجر والمعمل، القاضي في المحكمة، الموظف في الدائرة، الشيخ في
الجامع.. وتبارى الجميع في أن يغدو كل واحد منهم (معلّماً) ولو صغيراً جداً تشبهاً
بالمعلم الكبير الكبير، وصاروا محبورين مسرورين إذا خوطبوا بكلمة )المعلم) ويالها
من كلمة ذات سكرة ونشوة، وامتياز وتحصين.
الثوري نفسه الذي خطه الأب الخالد ظلت النظافة ريبة، والطهارة تهمة، والمروءة
فجيعة، والاستقامة خُلق يسد في وجه صاحبه كل الأبواب. وخوفاً من الذل ظل الناس
يتسللون إلى الذل، ويفرّون إليه: الأستاذ والموجه والمدير في المدرسة، التاجر
والصناعي في المتجر والمعمل، القاضي في المحكمة، الموظف في الدائرة، الشيخ في
الجامع.. وتبارى الجميع في أن يغدو كل واحد منهم (معلّماً) ولو صغيراً جداً تشبهاً
بالمعلم الكبير الكبير، وصاروا محبورين مسرورين إذا خوطبوا بكلمة )المعلم) ويالها
من كلمة ذات سكرة ونشوة، وامتياز وتحصين.
أما
العامة فالمحنة التي صمدوا لها حنّكتهم وعلمتهم أن يكونوا غير مبالين، ولا
مكترثين، لكنهم أصيبوا جميعاً بأعراض مرض التبرم بالحياة، من دون أن يعرفوا سببه
ومأتاه، فنزل النكد بساحهم ولم يفارقهم، وخيّم الغم وروّق عليهم، وركبهم الهمّ
بحمله الباهظ الثقيل، وكانت فيما بعد كل الضحكات ومظاهر الجذل والفرح مجرد تمويه
وإخفاء، لأن هناك شيئاً ناقصاً لا يستطيعون إيجاده ولا الاكتمال به.
العامة فالمحنة التي صمدوا لها حنّكتهم وعلمتهم أن يكونوا غير مبالين، ولا
مكترثين، لكنهم أصيبوا جميعاً بأعراض مرض التبرم بالحياة، من دون أن يعرفوا سببه
ومأتاه، فنزل النكد بساحهم ولم يفارقهم، وخيّم الغم وروّق عليهم، وركبهم الهمّ
بحمله الباهظ الثقيل، وكانت فيما بعد كل الضحكات ومظاهر الجذل والفرح مجرد تمويه
وإخفاء، لأن هناك شيئاً ناقصاً لا يستطيعون إيجاده ولا الاكتمال به.
وانتصر
(القائد الشاب)، كما انتصر من قبل (الأب القائد) ولم يكن هناك نصر أتم من نصره،
فقد انتصر على الضمائر، ووزّع الأوسمة والنياشين، فليس ثمة دناءة لم تفز للحال
بمكافأة، كما يقول هوغو، فذلك الموظف قد خالف القانون ومن ثم يعيّن محافظاً، وذلك
الضابط قد دنّس العلم، ومن ثمّ يرقى لواءً، وذلك المثقف يكتب تقارير بأصدقائه
فيعيّن وزيراً، وذلك الشيخ قد باع الدين ومن ثمّ يعيّن مفتياً، وذلك القاضي دنّس
العدالة، ومن ثم يجعل عضواً في المحكمة الدستورية العليا، وذلك التاجر يعطس مخدرات
ومن ثم يغدو عضواً في مجلس الشعب، “وكل ما حول هؤلاء الرجال: موسيقات ورقصات
وولائم وخطب وتصفيق وركوع وضروب العبودية تأتي لتهنئ ألوان المخازي”.
(القائد الشاب)، كما انتصر من قبل (الأب القائد) ولم يكن هناك نصر أتم من نصره،
فقد انتصر على الضمائر، ووزّع الأوسمة والنياشين، فليس ثمة دناءة لم تفز للحال
بمكافأة، كما يقول هوغو، فذلك الموظف قد خالف القانون ومن ثم يعيّن محافظاً، وذلك
الضابط قد دنّس العلم، ومن ثمّ يرقى لواءً، وذلك المثقف يكتب تقارير بأصدقائه
فيعيّن وزيراً، وذلك الشيخ قد باع الدين ومن ثمّ يعيّن مفتياً، وذلك القاضي دنّس
العدالة، ومن ثم يجعل عضواً في المحكمة الدستورية العليا، وذلك التاجر يعطس مخدرات
ومن ثم يغدو عضواً في مجلس الشعب، “وكل ما حول هؤلاء الرجال: موسيقات ورقصات
وولائم وخطب وتصفيق وركوع وضروب العبودية تأتي لتهنئ ألوان المخازي”.
وفي
الشهر الثالث من عام 2011م شعرت سورية أنّ اللحظة قد حانت لمنع سقوط كرامتها
بالتقادم، فهبّت هبّتها المشرفة، واختلجت كمخنوق عاد إليه الهواء، وتفاجأ النظام
وصُدم وذُهل، ولكن أليست الحياة تعرّضاً أبدياً للمفاجآت!! على أنّ المفاجأة
الأعظم كانت في تأخر هذه الهبة كل هذه السنين!!
الشهر الثالث من عام 2011م شعرت سورية أنّ اللحظة قد حانت لمنع سقوط كرامتها
بالتقادم، فهبّت هبّتها المشرفة، واختلجت كمخنوق عاد إليه الهواء، وتفاجأ النظام
وصُدم وذُهل، ولكن أليست الحياة تعرّضاً أبدياً للمفاجآت!! على أنّ المفاجأة
الأعظم كانت في تأخر هذه الهبة كل هذه السنين!!
كان
السوريون يعلمون أنهم ليسوا كباقي البشر، وأنّ الاستبداد الذي وقمهم وقمعهم ليس
كباقي أنواع الاستبداد، ومن رحم الواقعية النازفة، ومن وحي التجربة المضرجة،
وبدافع الإخلاص للخلاص طالبوا فقط بإصلاح النظام وليس بإسقاطه، وكان الجميع يدرك
أنّ هذا هو الأمثل والأصلح والأجدى، وهو المؤهّل لمجازات انتقال هادئة رصينة،
وبكلفة هي الأشد مغالاة في الاقتصاد.
السوريون يعلمون أنهم ليسوا كباقي البشر، وأنّ الاستبداد الذي وقمهم وقمعهم ليس
كباقي أنواع الاستبداد، ومن رحم الواقعية النازفة، ومن وحي التجربة المضرجة،
وبدافع الإخلاص للخلاص طالبوا فقط بإصلاح النظام وليس بإسقاطه، وكان الجميع يدرك
أنّ هذا هو الأمثل والأصلح والأجدى، وهو المؤهّل لمجازات انتقال هادئة رصينة،
وبكلفة هي الأشد مغالاة في الاقتصاد.
وجأر
النظام يذكّر الناس بفضائله ومزاياه، ونفخ بالبوق أنه الممانع، وضرب بالطبل أنه
حامي الذمار، وقال أتباعه: إن الثورة سترجعنا إلى الوراء…. وأجاب الشعب: نرجو أن
ترجعنا خمسين سنة إلى الوراء… إلى عهد شكري القوتلي وفارس الخوري وناظم القدسي،
وقال المنافقون من الأتباع أيضاً: إن مزاياه لا تقلُّ عن عيوبه… وأجاب الشعب،
بلسان دوستويفسكي، “لو كانت له مزايا بقدر عيوبه لغدا قديساً”، ومن أولياء الله
الصالحين!!!
النظام يذكّر الناس بفضائله ومزاياه، ونفخ بالبوق أنه الممانع، وضرب بالطبل أنه
حامي الذمار، وقال أتباعه: إن الثورة سترجعنا إلى الوراء…. وأجاب الشعب: نرجو أن
ترجعنا خمسين سنة إلى الوراء… إلى عهد شكري القوتلي وفارس الخوري وناظم القدسي،
وقال المنافقون من الأتباع أيضاً: إن مزاياه لا تقلُّ عن عيوبه… وأجاب الشعب،
بلسان دوستويفسكي، “لو كانت له مزايا بقدر عيوبه لغدا قديساً”، ومن أولياء الله
الصالحين!!!
وبدأت
النُذر تعصف بالنظام فهو أمام هبّة انبثقت فجأة بكل المرارة والكراهية والألم،
هبّة بلا ملامح.. بلا صفات.. بلا اسم.. بلا رسم.. بلا رأس.. بلا قيادة.. هبة تجتاح
الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ووقف النظام حائراً مخبولاً مذهولاً!!! من سيلتقي؟ ومن
سيحاور؟ وكيف سيدير الصفقة؟ وكان الحلّ بالقياس إليه هو عصارة ماهيته وكينونته:
الردع بالصدم، والصدم بالقتل، وظنّ أن القتل أنفى للقتل! فجاء الجواب: القتل يقفو
القتل!
النُذر تعصف بالنظام فهو أمام هبّة انبثقت فجأة بكل المرارة والكراهية والألم،
هبّة بلا ملامح.. بلا صفات.. بلا اسم.. بلا رسم.. بلا رأس.. بلا قيادة.. هبة تجتاح
الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ووقف النظام حائراً مخبولاً مذهولاً!!! من سيلتقي؟ ومن
سيحاور؟ وكيف سيدير الصفقة؟ وكان الحلّ بالقياس إليه هو عصارة ماهيته وكينونته:
الردع بالصدم، والصدم بالقتل، وظنّ أن القتل أنفى للقتل! فجاء الجواب: القتل يقفو
القتل!
وسار
النظام، في كبرياء انتحاري غير معقول، أخرس كل كتابات جورج أورويل، وتوماس مان،
وستيفان تسفايغ، وسولجنتسين، وهيرتا موللر.. كان لاعب ورق متمرساً.. خلط أوراقه
بمهارة ثم استل ورقة (التوريط بالعنف)، وحرْقِ الثورة باختراقها، وبإتاحة المجال
لتدجيجها بالسلاح وبالموتورين، فإذا هو رابح في اللحظة والآن، وخاسر بعد ذلك إلى
أبد الآبدين… واكتشف الشعب بالخبر والأثر والعيان أن (الممانعة): فعل يتعدى على مفعولين:
(إسرائيل) و(الشعب)، تعدياً مجازياً على الأول، وتعدياً حقيقياً على الثاني، يبتدئ
بالإهانة القاتلة، فالضرب القاتل، فالاعتقال القاتل، فالقتل بالسلاح، وهنا أثبت
أنه لم يعد نظاماً بل غدا (عشوائياً)، فإهاناته واعتقالاته ورصاصه وقذائفه
وصواريخه وبراميله المتفجرة كانت كلها عشوائية.. وخضعت سورية لأكبر عملية فصد دم
يشهدها التاريخ، واختلط الدم الطاهر بالملوث، في فظاعة فاقت كل حد وكل تصور… ويوم
تأنق الموت وابتعد عن الدم جاء لابساً (كيماوي)!!!
النظام، في كبرياء انتحاري غير معقول، أخرس كل كتابات جورج أورويل، وتوماس مان،
وستيفان تسفايغ، وسولجنتسين، وهيرتا موللر.. كان لاعب ورق متمرساً.. خلط أوراقه
بمهارة ثم استل ورقة (التوريط بالعنف)، وحرْقِ الثورة باختراقها، وبإتاحة المجال
لتدجيجها بالسلاح وبالموتورين، فإذا هو رابح في اللحظة والآن، وخاسر بعد ذلك إلى
أبد الآبدين… واكتشف الشعب بالخبر والأثر والعيان أن (الممانعة): فعل يتعدى على مفعولين:
(إسرائيل) و(الشعب)، تعدياً مجازياً على الأول، وتعدياً حقيقياً على الثاني، يبتدئ
بالإهانة القاتلة، فالضرب القاتل، فالاعتقال القاتل، فالقتل بالسلاح، وهنا أثبت
أنه لم يعد نظاماً بل غدا (عشوائياً)، فإهاناته واعتقالاته ورصاصه وقذائفه
وصواريخه وبراميله المتفجرة كانت كلها عشوائية.. وخضعت سورية لأكبر عملية فصد دم
يشهدها التاريخ، واختلط الدم الطاهر بالملوث، في فظاعة فاقت كل حد وكل تصور… ويوم
تأنق الموت وابتعد عن الدم جاء لابساً (كيماوي)!!!
وإلى
الآن.. ما زال الجرح ينزف
الآن.. ما زال الجرح ينزف
ومازال
القائد الشاب يشب ويعزف
القائد الشاب يشب ويعزف
جمعية
الأوان
الأوان
محمد أمير ناشر النعم