لا يُعزف لحن ماثوركا إلا في لحظات دقيقة معينة وجليلة جداً. هذا اللحن مثل قدّاس مرتَّل! له زمنه ووقته. لحن ماثوركا لحنٌ خاص لا يُعزف دائماً. هو لحن الحزن العميق. لحن المرارة يُعزف على روح الضحية، وهو لحن الفرح الغامر. لحن البهجة يُعزف حبوراً بقتل قاتل الضحية. اللحن نفسه لا يختلف لكن القتيل يختلف. إنه […]
الوسم: الشأن السوري
زمن المعلم: حول مفردة (المعلم) الأمنية والعسكرية
كنّا طلاباً في الصف السابع سنة 1982 عندما دخل مدرّب الفتوة لأول مرة إلى صفّنا! كم كنّا توّاقين لرؤيته! فهو الحد الفاصل ما بين المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية! ودرسه هو العتبة التي تنقلنا من عالم الطفولة إلى عالم الشباب. وقف العريف في منتصف الصف، على المصطبة، أمام السبورة، مبتسماً مبتهجاً يفرك يداً بيد بانتظار قدوم […]
سليم الأول وحافظ الأسد ومغامرات الحاكم والسلطة
إذا كان حافظ الأسد، كما أشيع، من قارئي التاريخ ومن متابعي أحداثه ووقائعه، وقادته وزعمائه، فإنه يجدر السؤال عن الشخصية التاريخية التي كانت في فكره، يستهدي بتجربتها ويترسم خطواتها؟ ولئن لم يكن في وسعنا تقديم جواب قطعي فإنّ في وسعنا التسديد والمقاربة وصولاً إلى ما نعتقده جواباً يدعمه منطق العقل ومصداقية الواقع. وهنا نقدّم السلطان […]
سوريا بين شعارين
كان شعار: “قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد” سابقاً على شعار: “قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد“. وكانا شعارين متقابلين متناقضتين، ولشخصيتين متقابلتين متناقضتين، وأتباع متقابلين متناقضين. أما أتباع القائد الأول فقومٌ مضبوعون مستلبون، تسوقهم الرهبة القاتلة، والرغبة الخسيسة. أجساد بلا أرواح! يرقصون ويدبكون ويهتفون: “إلى الأبد إلى الأبد يا حافظ الأسد“، “بالروح بالدم نفديك يا […]
علم اللسانيات وجراحات اللسان الديكتاتوري 2/2
في كلّ دول العالم تؤلَّف المعاجم لإرشاد الناس إلى استخدام الكلمات استخداماً صحيحاً وملائماً، فتحصرها وترتّبها وتضبطها وتشرحها وتحدِّد معانيها وموارد استعمالها ما عدا ألمانيا فإنّها انفردت بعد الحرب العالمية الثانية بإصدار معاجم خاصة مهمّتها عكس المهمة الأساسية للمعاجم! معاجم للتحذير من استخدام كلمات معيّنة حتى يبتعد الناس عنها ولا يستخدموها ولا يتداولوها في خطابهم. […]
علم اللسانيات وجراحات اللسان الديكتاتوري 1/2
“لأنّ كل الديكتاتوريين سواءً جاؤوا من اليسار أم اليمين، كفاراً أم مؤمنين، يجنّدون اللغة لخدمة مصالحهم”. هيرتا موللر منذ مدة كتب أحد وجوه المعارضة السورية ممن يتبوّؤون منصباً مهماً في مؤسساتها منشوراً يتحدث فيه عن (المعلم)، وبدأ كلامه بـ “المعلّمون بناةٌ حقيقيون“، وفي 26/ 3/ 2019 أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً بشأن الاعتراف الأمريكي بسيادة كيان […]
مُخبر مبتدئ
في المرحلة الثانوية كنت أرتدي الجبَّة والعمامة، وأمخر بهما عباب المدينة يومياً من بيت أهلي في حيّ الأعظميّة إلى المدرسة الخسرويّة تحت القلعة. كان أهلنا يخافون علينا خوف يعقوب على ابنه يوسف، فما زالت آثار رصاص الوحدات الخاصّة على الحيطان، وما زالت عبارات (سنسحق الإخوان الشياطين) تملأ الدرّابيات، ولكنهم كانوا في الوقت ذاته على قدر […]
المسيرات الخالدة في ظل قائد المسيرة
يقول غابرييل غارثيا ماركيز: “لا يخفى على أحدٍ كم كان من الممكن أن تكون ذاكرة الأطفال خطرة إذا أرادوا أن يتذكروا”. هل كان يقصد أنّ ذاكرة الأطفال خطرة على الشخص نفسه؟ أم عائلته؟ أم جيرانه؟ أم أقربائه؟ أم أنه قصد أنها ستكون خطرة على الشعب نفسه؟ أم الوطن؟ أم على الديكتاتور حين يحكم الوطن بالمذربَّة، والشعب […]
الديكتاتورية والشعور بالمسؤولية الفردية: من الرايخ الثالث (الهتلري) إلى الرايخ الرابع (الأسدي)
في ظل السلطة الديكتاتورية يتقلّص شعور الفرد أو المواطن بالمسؤولية الفردية إلى حدوده الدنيا تبعاً لتقلص مساحات الحرية وتقييدها ولجمها عبر كل وسائل السلطة وآلياتها المتخيّلة وغير المتخيلة، فتغدو حالة الإنسان أقرب إلى الحيوان أو الآلة التي تعمل من دون إرادة، وتُنجِز من غير تفكير، وعندها لا يضيف مغلول الحرية أفعالَه إليه، ولكن إلى السلطة […]
آهٍ منّا معشر المؤيدين
بسخريته المبدعة يفسّر لنا عزيز نيسين على لسان أحد الحمير كيف تغيّرت لغتهم الجميلة الغنية ذات الجرس الموسيقي الجذاب، إلى لغة النهيق. فقد كان حمار هرم يلهو وحده في الغابة، ويغني بعض الأغاني بلغة الحمير، ويأكل الأعشاب الطرية. تناهت إلى منخريه رائحة ذئب قادم من بعيد، فرفع رأسه عالياً، وعبّ الهواء ملء رئتيه، وقال: لا […]