التصنيف: من سيرتي الذاتية

مسيرة نحو التسامح

 لا شكّ في أنني وُلدت متسامحاً، لكنّني نشأت متعصباً صارماً عنيفاً! شأن كل مولود يولد لدناً ليّناً، سهلاً سمحاً، فأبواه أو معلموه أو دينه أو إيديولوجيته تجعله متعصباً متشدِّداً عنيفاً، أو متشنجاً متزمِّتاً مقاضياً، أو عفوّاً متغافلاً متسامحاً. وبالقياس إلى إنسان يمشي كحوض ضخم مُلئ بأحكام التقييم وتصنيف البشر بناءً على معتقداتهم، وأُترع بالفَرَق من […]

من ذاكرة الطفولة

جامع الابن في حي قسطل الحرامي بفعل عبث الذاكرة يرتسم الآن مشهداً في حياتي، وعمري ربما ثلاث سنوات. أمشي في أرض دار بيت جدي الواسعة في (قسطل الحرامي) في صبحية يوم صيفي بارد، ورائحة الياسمين والعسلية تتغلغل في ذرات المكان كله، كغيمة تخترق كوخاً في ذروة جبل. وأنشد بصوت مرتفع كلمات (التجويق)، وأردّد بصوت عال: […]

كيف احترقت مكتبة العائلة

كانت أمي في بطن أمها عندما توفي جدي محمد بن هلال قسطلي في سنة 1942، كان رحمه الله رجلا عالماً فقهيا وإماما لجامع (الابن) في حي قسطل الحرامي، في حلب القديمة، وكان بيته الذي ولدتُ فيه قرب الجامع. حدثني خالي الحاج هلال قسطلي، رحمه الله، أنه رجع إلى البيت من عمله في أحد الأيام بُعيد […]

ساعات قدري بين الكتب

هنالك كتابان يحويان في عنوانيهما كلمة (ساعات)، الأول لشتيفان تشفايغ: (ساعات القدر في تاريخ البشرية)، والثاني لعباس العقاد: (ساعات بين الكتب). وحقيقة إذا أردت الجمع بين العنوانين على المستوى الشخصي قلت: (ساعات قدري بين الكتب)… لأن الكتب هي المحطات التي شكلت قدري ورسمته، وهي التي أمدتني بعصارة السعادة اللذيذة التي كانت تجتاحني بكلي، حتى تصل […]

مشاريعي التي احترقت

عندما أسست دار النشر (فُصِّلت) مع صديقي الأستاذ محمد أديب ياسرجي في 1993 كنا أصغر ناشرين في سورية. ذهبت إلى وزارة الإعلام في دمشق من أجل الترخيص، فقال لي الموظف ضاحكا: تعال بعد سنتين يا حبيبي حتى تطلب الرخصة ، يجب أن يكون عمرك 25 سنة. كانت تحدونا آمال رحيبة في إنتاج ثقافة (جادة وجيدة […]