
في تاريخ منظمة طلائع البعث أنها تأسست عام 1974، بعد رجوع حافظ الأسد من زيارة كوريا
الشمالية، وافتتانه بتجربة الطلائع الكورية التي أنشأت جيلاً ربّه الزعيم، وأبوه
الحزب، وأمه الثورة! لكن اللافت للنظر حقاً أنّ تلك الزيارة كانت في آخر العام، في
الشهر التاسع، ورغم ذلك أسس وأنشأ ورتّب وأَشْهَرَ حافظ الأسد هذه المنظمة في
سَحَر ذلك العام، قبل أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، في سرعة قصوى
أعلمتنا مقدار توقه ولهفته لإنشائها، وإقامتها.
وبعد
سنتين سأنتسب إليها في الصف الأول الابتدائي، مثل أي طالب في عمري!
سنتين سأنتسب إليها في الصف الأول الابتدائي، مثل أي طالب في عمري!
سيمرّ
زمن الصف الأول فالثاني فالثالث بسرعة خاطفة، من دون ذكريات مصيرية، سوى أنه كان
زمن الطفولة والألعاب.
زمن الصف الأول فالثاني فالثالث بسرعة خاطفة، من دون ذكريات مصيرية، سوى أنه كان
زمن الطفولة والألعاب.
سألبس
الصدرية المدرسية بلونها البيج الغامق، وقماشها التريكال القوي، ثمّ سأعتمر
السيدارة الطليعية، وسألف حول عنقي الفولار المطبوع عليه شعار الطلائع، برموزه
وتمثيلاته التي لن أفقه منها شيئاً لا في تلك السن، ولا فيما بعد.
الصدرية المدرسية بلونها البيج الغامق، وقماشها التريكال القوي، ثمّ سأعتمر
السيدارة الطليعية، وسألف حول عنقي الفولار المطبوع عليه شعار الطلائع، برموزه
وتمثيلاته التي لن أفقه منها شيئاً لا في تلك السن، ولا فيما بعد.
سيمرّ
زمن الصف الأول فالثاني فالثالث بسرعة خاطفة، من دون ذكريات مصيرية، سوى أنه كان
زمن الطفولة والألعاب، وسنخرج في بعض الأيام بعد انتهاء الدوام المدرسي في شلل
متنافسة، هاتفين مرددين مبتهجين: (لا إله إلا الله، والأسد حبيب الله). وستمضي هذه
السنوات الطليعية في رخاء واطمئنان، تماماً مثلما مضى البلم بنا من الشاطئ التركي
إلى الجزيرة اليونانية، حيث ظنّنا للوهلة الأولى أن البلم يمخر على بلاط مرمري
مجلي ومصقول، كأنه مايكل جاكسون في مشيته التي لا نعرف كيف يؤديها؟ وهل هو فعلاً
يمشي أم يطير؟ فحسدنا أنفسنا، واستهزأنا بكل القصص التي سمعناها عن صعوبة الرحلة
ومشقتها، ولكننا بعد ساعة، بدأنا بالاهتزاز العادي، ثم بالارتجاج العنيف، ثم غدونا
كأننا في تلك الأرجوحة الهائلة على شكل سفينة في مدينة الملاهي، ترتفع بمقدار
بناية، ثم تنخفض بالمقدار نفسه، وسوف نرمي حقائبنا، وسنتخلص من أي وزن زائد معنا،
وسيبدأ معظمنا بالتقيؤ في داخل البلم وخارجه، وعلى أطراف جيرانه، أو حتى في
أحضانهم!
زمن الصف الأول فالثاني فالثالث بسرعة خاطفة، من دون ذكريات مصيرية، سوى أنه كان
زمن الطفولة والألعاب، وسنخرج في بعض الأيام بعد انتهاء الدوام المدرسي في شلل
متنافسة، هاتفين مرددين مبتهجين: (لا إله إلا الله، والأسد حبيب الله). وستمضي هذه
السنوات الطليعية في رخاء واطمئنان، تماماً مثلما مضى البلم بنا من الشاطئ التركي
إلى الجزيرة اليونانية، حيث ظنّنا للوهلة الأولى أن البلم يمخر على بلاط مرمري
مجلي ومصقول، كأنه مايكل جاكسون في مشيته التي لا نعرف كيف يؤديها؟ وهل هو فعلاً
يمشي أم يطير؟ فحسدنا أنفسنا، واستهزأنا بكل القصص التي سمعناها عن صعوبة الرحلة
ومشقتها، ولكننا بعد ساعة، بدأنا بالاهتزاز العادي، ثم بالارتجاج العنيف، ثم غدونا
كأننا في تلك الأرجوحة الهائلة على شكل سفينة في مدينة الملاهي، ترتفع بمقدار
بناية، ثم تنخفض بالمقدار نفسه، وسوف نرمي حقائبنا، وسنتخلص من أي وزن زائد معنا،
وسيبدأ معظمنا بالتقيؤ في داخل البلم وخارجه، وعلى أطراف جيرانه، أو حتى في
أحضانهم!
سيعزو
بعض الركاب ذلك الاضطراب المريع إلى مؤامرة المياه الإقليمية العاتية، وتدخّلاتها
الهوجاء، وسيستهزئ بعضهم الآخر من بلمنا الأخرق، وسيقول: لو كان سفينةً حقيقيةً
لما تعرضنا لكل ذلك العَنَت، ولما أثّر اضطراب المياه الهائج بنا هذا التأثير.
بعض الركاب ذلك الاضطراب المريع إلى مؤامرة المياه الإقليمية العاتية، وتدخّلاتها
الهوجاء، وسيستهزئ بعضهم الآخر من بلمنا الأخرق، وسيقول: لو كان سفينةً حقيقيةً
لما تعرضنا لكل ذلك العَنَت، ولما أثّر اضطراب المياه الهائج بنا هذا التأثير.
وسيكون
الصف الرابع بالقياس إليّ هو هذه المياه الإقليمية! وسيبدأ الزمن منذئذٍ يفتق ولا
يرتق، ويخرق ولا يرفق. سأقف في شرفة منزلنا في الطابق الأول،
قريباً من الشارع. لا تفصلني عنه سوى ثلاثة أمتار، وسأرى الحشود تمور في تدفّقها،
وهي تهتف ضد حافظ الأسد، وتحرق دواليب السيارات، وتقطع حركة المرور، وسأبدأ أسمع
صوت رصاص البنادق لأول مرة في حياتي.
الصف الرابع بالقياس إليّ هو هذه المياه الإقليمية! وسيبدأ الزمن منذئذٍ يفتق ولا
يرتق، ويخرق ولا يرفق. سأقف في شرفة منزلنا في الطابق الأول،
قريباً من الشارع. لا تفصلني عنه سوى ثلاثة أمتار، وسأرى الحشود تمور في تدفّقها،
وهي تهتف ضد حافظ الأسد، وتحرق دواليب السيارات، وتقطع حركة المرور، وسأبدأ أسمع
صوت رصاص البنادق لأول مرة في حياتي.
سيُضاف
إلى قاموسي اللغوي بعد عدة أشهر من حادثة هاتين الرصاصتين كلمة (المجزرة)، وسأعرف
أنها تعني قتل عدد كبير من الناس بشكل عشوائي.
إلى قاموسي اللغوي بعد عدة أشهر من حادثة هاتين الرصاصتين كلمة (المجزرة)، وسأعرف
أنها تعني قتل عدد كبير من الناس بشكل عشوائي.
حيث
كانت الوحدات الخاصة تمشي باتجاه هذا الحشد بثبات ونبات، وسأحسّ بومضتين محاذيتين
لأنفي، ومضة سمعية، وأخرى حرارية، وسأدرك مباشرة أنهما رصاصتان، وسأخطف رأسي،
وأزحف إلى باب المطبخ، وأنا أتلمظ فرحاً وسروراً أنني ما زلت على قيد الحياة.
كانت الوحدات الخاصة تمشي باتجاه هذا الحشد بثبات ونبات، وسأحسّ بومضتين محاذيتين
لأنفي، ومضة سمعية، وأخرى حرارية، وسأدرك مباشرة أنهما رصاصتان، وسأخطف رأسي،
وأزحف إلى باب المطبخ، وأنا أتلمظ فرحاً وسروراً أنني ما زلت على قيد الحياة.
سيُضاف
إلى قاموسي اللغوي بعد عدة أشهر من حادثة هاتين الرصاصتين كلمة (المجزرة)، وسأعرف
أنها تعني قتل عدد كبير من الناس بشكل عشوائي. بدايةً مع مجزرة (سوق الأحد)، الذي
كنّا نعرفه من دون أن نزوره، من خلال أولاد الحارة الأكبر سناً، الذين كانوا
يرتادونه إضافةً إلى سوق الجمعة، وكنّا نشاهد حصائل ذلك الارتياد، من البضائع
المختلفة التي يحضرونها: الحمام بفصائله العديدة، والمسكليتات بمقاساتها المتنوعة،
والمسدسات الإرهابية ذات الفشك الخلّبي، والكسريات من بواريد الخردق. وكنّا نتحلّق
حولهم نعاين مقتنياتهم الجديدة بكامل الانبهار، وكانت مخيلاتنا تغتني ونحن نتصور
هذين السوقين منجَمَي غرائب وعجائب، وعندما سيتحدث الكبار عن مجزرة سوق الأحد،
فسوف نتخيل ذلك السوق مباشرة، وسنعرف عمّاذا يتحدثون، وسنتخيل تلك الأقفاص المهشمة
وضحاياها من الحمام والصيصان، قبل أن نتخيل القتلى من البشر!
إلى قاموسي اللغوي بعد عدة أشهر من حادثة هاتين الرصاصتين كلمة (المجزرة)، وسأعرف
أنها تعني قتل عدد كبير من الناس بشكل عشوائي. بدايةً مع مجزرة (سوق الأحد)، الذي
كنّا نعرفه من دون أن نزوره، من خلال أولاد الحارة الأكبر سناً، الذين كانوا
يرتادونه إضافةً إلى سوق الجمعة، وكنّا نشاهد حصائل ذلك الارتياد، من البضائع
المختلفة التي يحضرونها: الحمام بفصائله العديدة، والمسكليتات بمقاساتها المتنوعة،
والمسدسات الإرهابية ذات الفشك الخلّبي، والكسريات من بواريد الخردق. وكنّا نتحلّق
حولهم نعاين مقتنياتهم الجديدة بكامل الانبهار، وكانت مخيلاتنا تغتني ونحن نتصور
هذين السوقين منجَمَي غرائب وعجائب، وعندما سيتحدث الكبار عن مجزرة سوق الأحد،
فسوف نتخيل ذلك السوق مباشرة، وسنعرف عمّاذا يتحدثون، وسنتخيل تلك الأقفاص المهشمة
وضحاياها من الحمام والصيصان، قبل أن نتخيل القتلى من البشر!
لكن
المجزرة التي ستنغرز في وعينا أكثر، وتُترَع منها جوانحنا هيبةً هي (مجزرة
المشارقة)، لأنها ارتبطت بصبيحة يوم العيد! وسنحفظ اسم الضابط المسؤول عنها هشام
معلّى، وسيظل رجالنا الكبار من أقربائنا وجيراننا يقصّون وقائع هذه المجزرة مرات
ومرات، وسأجلس على الرصيف قرب رجال الحارة الكبار المتحلقين، وتحتهم كراسي القش
الصغيرة، بجانب دكان أبي جنيد، وسأستمع للحديث الهامس لأبي نشأت العتك، وهو يحدّث
أبا رضوان غجر، وأبا زكي شغالة، وأبا جميل شغالة، وأبا صطيف مجدّمي، تلك الشلة
الموثوقة المصطفاة، كيف وقف جنود الأسد أمام الجامع، وانتظروا خروج الناس من صلاة
العيد، ثم اقتادوهم إلى حائط، وأمروهم بالاستدارة، ثم رشّوهم، وقتلوهم جميعاً،
وسأستمع إلى الحادثة مرة أخرى من أحد أقربائنا من بيت شعبان، وسيضيف عليها أن عناصر
الجيش كانت تدق أبواب المنازل، وتطلب من الرجال الخروج، إلى أن انتهت من منازل
الحي كله، فجمّعوهم في مكان واحد، وبعد ذلك أعدموهم جميعاً.
المجزرة التي ستنغرز في وعينا أكثر، وتُترَع منها جوانحنا هيبةً هي (مجزرة
المشارقة)، لأنها ارتبطت بصبيحة يوم العيد! وسنحفظ اسم الضابط المسؤول عنها هشام
معلّى، وسيظل رجالنا الكبار من أقربائنا وجيراننا يقصّون وقائع هذه المجزرة مرات
ومرات، وسأجلس على الرصيف قرب رجال الحارة الكبار المتحلقين، وتحتهم كراسي القش
الصغيرة، بجانب دكان أبي جنيد، وسأستمع للحديث الهامس لأبي نشأت العتك، وهو يحدّث
أبا رضوان غجر، وأبا زكي شغالة، وأبا جميل شغالة، وأبا صطيف مجدّمي، تلك الشلة
الموثوقة المصطفاة، كيف وقف جنود الأسد أمام الجامع، وانتظروا خروج الناس من صلاة
العيد، ثم اقتادوهم إلى حائط، وأمروهم بالاستدارة، ثم رشّوهم، وقتلوهم جميعاً،
وسأستمع إلى الحادثة مرة أخرى من أحد أقربائنا من بيت شعبان، وسيضيف عليها أن عناصر
الجيش كانت تدق أبواب المنازل، وتطلب من الرجال الخروج، إلى أن انتهت من منازل
الحي كله، فجمّعوهم في مكان واحد، وبعد ذلك أعدموهم جميعاً.
أما
مجزرة المدفعية التي حدثت قبل ذلك بسنة فلن أسمع عن تفاصيلها شيئاً، ولكن سينحفر
في ذهني اسم مهندسها إبراهيم اليوسف، وسيظل شباب الحارة ورجالها يسردون كيف دوّخ
الأسد ودولته ببعثييها، ومخبريها، ووحداتها الخاصة، وكيف أنّ حملات التفتيش التي
خضعت لها المدينة عدة مرات هي من أجل القبض عليه حصراً، لكنها كانت من دون جدوى،
وسأسمع الهنهونات التي تحكي مآثره، وكيف أنّ عناصر الوحدات الخاصة دخلوا البيت
الذي اتخذه مخبأ، ففتشوه، ثم قدّم لهم القهوة، وذهبوا دون أن يعرفوا من هو
مضيفهم!! وبعد عقد كامل من الزمن سأكتشف أن طائفية اليوسف لم تكن أدنى من طائفية
معلّى، وأن المجزرتين كانتا من منبع واحد.
مجزرة المدفعية التي حدثت قبل ذلك بسنة فلن أسمع عن تفاصيلها شيئاً، ولكن سينحفر
في ذهني اسم مهندسها إبراهيم اليوسف، وسيظل شباب الحارة ورجالها يسردون كيف دوّخ
الأسد ودولته ببعثييها، ومخبريها، ووحداتها الخاصة، وكيف أنّ حملات التفتيش التي
خضعت لها المدينة عدة مرات هي من أجل القبض عليه حصراً، لكنها كانت من دون جدوى،
وسأسمع الهنهونات التي تحكي مآثره، وكيف أنّ عناصر الوحدات الخاصة دخلوا البيت
الذي اتخذه مخبأ، ففتشوه، ثم قدّم لهم القهوة، وذهبوا دون أن يعرفوا من هو
مضيفهم!! وبعد عقد كامل من الزمن سأكتشف أن طائفية اليوسف لم تكن أدنى من طائفية
معلّى، وأن المجزرتين كانتا من منبع واحد.
في
الصف الخامس سأنتقل من مدرسة ((صالح الحجار)) في حي صلاح الدين، إلى مدرسة
((الإباء العربي))، في حي الأعظمية من جهته الغربية، وكانت آخر مبنى في المدينة
يطل مباشرة على أشجار الفستق الحلبي والزيتون التي تتصل بالأفق. أما المدينة
الرياضية، وحي الحمدانية فكانا مجرد رسومات كروكي.
الصف الخامس سأنتقل من مدرسة ((صالح الحجار)) في حي صلاح الدين، إلى مدرسة
((الإباء العربي))، في حي الأعظمية من جهته الغربية، وكانت آخر مبنى في المدينة
يطل مباشرة على أشجار الفستق الحلبي والزيتون التي تتصل بالأفق. أما المدينة
الرياضية، وحي الحمدانية فكانا مجرد رسومات كروكي.
وستمر
السنة كلمح البصر، وسأنضم إلى الروّاد الطلائعيين، وسأختص في مادة الجغرافيا.
سيأتي باص النقل الداخلي البرتقالي ليأخذنا أسبوعياً إلى مدرسة الأنشطة الطلائعية
في حي الشيخ طه،
السنة كلمح البصر، وسأنضم إلى الروّاد الطلائعيين، وسأختص في مادة الجغرافيا.
سيأتي باص النقل الداخلي البرتقالي ليأخذنا أسبوعياً إلى مدرسة الأنشطة الطلائعية
في حي الشيخ طه،
ستتراقص
الدول العربية على الخريطة أمام عيني، وستتقافز وتدور، وسيتداخل بعضها في بعض،
لكنني سأدرك على نحوٍ مجمل أن سوريا تقع في شرق البحر المتوسط.
الدول العربية على الخريطة أمام عيني، وستتقافز وتدور، وسيتداخل بعضها في بعض،
لكنني سأدرك على نحوٍ مجمل أن سوريا تقع في شرق البحر المتوسط.
وسأقرأ
في عيني أستاذي يوسف حلي الانزعاج الدائم من غيابنا المتكرر، ومن إهدارنا يوماً
دراسياً في كل أسبوع من دون جدوى، وسينزعج أكثر من كوننا كأننا كنّا نتحداه في كل
مرة نغادر فيها الصف من دون أن يستطيع منعنا، وهو من يُفترض به أن يكون المسؤول
الأول عنّا!
في عيني أستاذي يوسف حلي الانزعاج الدائم من غيابنا المتكرر، ومن إهدارنا يوماً
دراسياً في كل أسبوع من دون جدوى، وسينزعج أكثر من كوننا كأننا كنّا نتحداه في كل
مرة نغادر فيها الصف من دون أن يستطيع منعنا، وهو من يُفترض به أن يكون المسؤول
الأول عنّا!
عندما
ستضع اللجنة في مدرسة الأنشطة أمامي خريطة الوطن العربي بدون أسماء، ويطلبون مني
أن أشير إلى موقع سورية، فسأحتار وأضطرب، وسأقف وقوف شحيح ضاع في التُرب خاتمه،
لأنني لم أحضر سوى درس جغرافيا وحيد، وسيصادف أن تكون دروس الجغرافيا في اليوم
نفسه الذي أذهب فيه إلى مدرسة الأنشطة. ستتراقص الدول العربية على الخريطة أمام
عيني، وستتقافز وتدور، وسيتداخل بعضها في بعض، لكنني سأدرك على نحوٍ مجمل أن سوريا
تقع في شرق البحر المتوسط.
ستضع اللجنة في مدرسة الأنشطة أمامي خريطة الوطن العربي بدون أسماء، ويطلبون مني
أن أشير إلى موقع سورية، فسأحتار وأضطرب، وسأقف وقوف شحيح ضاع في التُرب خاتمه،
لأنني لم أحضر سوى درس جغرافيا وحيد، وسيصادف أن تكون دروس الجغرافيا في اليوم
نفسه الذي أذهب فيه إلى مدرسة الأنشطة. ستتراقص الدول العربية على الخريطة أمام
عيني، وستتقافز وتدور، وسيتداخل بعضها في بعض، لكنني سأدرك على نحوٍ مجمل أن سوريا
تقع في شرق البحر المتوسط.
سأشير
في المرة الأولى إلى فلسطين، وفي الثانية إلى لبنان، ثم سيحالفني الحظ، وسأضع
أصبعي ما بين سوريا والعراق، وسأنجح في الامتحان، وسأغدو رائداً طليعياً في
الجغرافيا على مستوى المحافظة.
في المرة الأولى إلى فلسطين، وفي الثانية إلى لبنان، ثم سيحالفني الحظ، وسأضع
أصبعي ما بين سوريا والعراق، وسأنجح في الامتحان، وسأغدو رائداً طليعياً في
الجغرافيا على مستوى المحافظة.
المصدر:
https://www.syria.tv/content/عندما-كنت-رفيقاً-طليعياً
https://www.syria.tv/content/عندما-كنت-رفيقاً-طليعياً
محمد أمير ناشر النعم