والناصريين
والبعثيين فهو غير مقصود، ولكن متعمد.
والبعثيين فهو غير مقصود، ولكن متعمد.
ليس
من قبيل التهويل البلاغي استخدامي أفعل التفضيل (أخطر) وصفاً لهذا التدبير/
المصطلح الذي لم يَرِدْ له ذكر، بحسب اطلاعي، في الدراسات العربية المعاصرة التي
تُعنى بتاريخ استراتيجيات الثقافة السياسية! لكن إغفاله، أو بالتحديد أكثر الغفلة
عنه، لا يعني أنَّه قليل الأهمية، أو أنَّه محدود الأثر، بل يعني قصور دراساتنا،
وافتقارها إلى شغف الولوج إلى ساحات
معرفية عديدة ما زالت تتنعم ببحبوحة انعدام
الاسم في لغتنا، وكأنَّها قارات غير موجودة، لأنَّها غير مكتشفة. وإذا كانت شذرة
كارل كراوس: “كل كلمة تغيّر العالم” صحيحة، فإننا الآن أمام مصطلح له من
الطاقة والقوَّة في التغيير بل في التدمير ما يوازي القنابل النووية
والهيدروجينية.
من قبيل التهويل البلاغي استخدامي أفعل التفضيل (أخطر) وصفاً لهذا التدبير/
المصطلح الذي لم يَرِدْ له ذكر، بحسب اطلاعي، في الدراسات العربية المعاصرة التي
تُعنى بتاريخ استراتيجيات الثقافة السياسية! لكن إغفاله، أو بالتحديد أكثر الغفلة
عنه، لا يعني أنَّه قليل الأهمية، أو أنَّه محدود الأثر، بل يعني قصور دراساتنا،
وافتقارها إلى شغف الولوج إلى ساحات
معرفية عديدة ما زالت تتنعم ببحبوحة انعدام
الاسم في لغتنا، وكأنَّها قارات غير موجودة، لأنَّها غير مكتشفة. وإذا كانت شذرة
كارل كراوس: “كل كلمة تغيّر العالم” صحيحة، فإننا الآن أمام مصطلح له من
الطاقة والقوَّة في التغيير بل في التدمير ما يوازي القنابل النووية
والهيدروجينية.
إيقاظ
لغوي:
لغوي:
ينتمي
مصطلح (Gleichschaltung) في
أصل وضعه إلى عالم الهندسة الكهربائية، ويشير إلى التوصيل المتكافئ أو المتجانس في
اتجاه واحد، وسوف تستعيره أدبيات اللغة السياسية النازية ليغدو الاستراتيجية
العليا في ممارستها الحكم، وأدائها السلطة، ولتطلقه على أشرس عملية، وأفظع تدبير
مرّت به البلاد في تاريخ وجودها، وسوف نجد في معاجم اللغة الألمانية، وهي تشرح هذا
المصطلح، نوعين من المترادفات:
مصطلح (Gleichschaltung) في
أصل وضعه إلى عالم الهندسة الكهربائية، ويشير إلى التوصيل المتكافئ أو المتجانس في
اتجاه واحد، وسوف تستعيره أدبيات اللغة السياسية النازية ليغدو الاستراتيجية
العليا في ممارستها الحكم، وأدائها السلطة، ولتطلقه على أشرس عملية، وأفظع تدبير
مرّت به البلاد في تاريخ وجودها، وسوف نجد في معاجم اللغة الألمانية، وهي تشرح هذا
المصطلح، نوعين من المترادفات:
ــ
نوع يلحظ علاقته بمعناه الأصلي المقتنص منه، فيعرّفه باعتباره التنظيم، والتناسب،
والتجانس، والضبط.
نوع يلحظ علاقته بمعناه الأصلي المقتنص منه، فيعرّفه باعتباره التنظيم، والتناسب،
والتجانس، والضبط.
ــ
ونوع سيلحظ تطبيقه وغايته ومآلاته التي تبدَّت سريعاً بكل جلاء ووضوح، وعندئذٍ
سيشير إلى معنىً تحقيريٍّ ازدرائيٍّ، فيعرّفه بوصفه المواءمة القسرية، والإخضاع
وصولاً إلى الإلغاء.
ونوع سيلحظ تطبيقه وغايته ومآلاته التي تبدَّت سريعاً بكل جلاء ووضوح، وعندئذٍ
سيشير إلى معنىً تحقيريٍّ ازدرائيٍّ، فيعرّفه بوصفه المواءمة القسرية، والإخضاع
وصولاً إلى الإلغاء.
أما
معاجم اللغة الألمانية/ العربية فسوف تترجم هذا المصطلح بعد انتقاله للاستعمال في
الفضاء العام
معاجم اللغة الألمانية/ العربية فسوف تترجم هذا المصطلح بعد انتقاله للاستعمال في
الفضاء العام
كانت
(التعددية) هي العدو الأول للفكر النازي عموماً، ولزعيمه القائد على وجه الخصوص.
التعددية اللغوية. التعددية الإثنية، التعددية الحزبية
(التعددية) هي العدو الأول للفكر النازي عموماً، ولزعيمه القائد على وجه الخصوص.
التعددية اللغوية. التعددية الإثنية، التعددية الحزبية
ترجمة
سيبدو لنا للوهلة الأولى أنَّها متناقضة، فمعجم شراجلِهْ سيكتفي بترجمته بكلمة (المساواة)،أما
مترجم غوغل فسيترجمها بكلمة (الإلغاء)، وشتان ما بين المعنيين، ولكن يبدو أنّ
شراجله ترجم المصطلح بلحاظ النوع الأول من مترادفاته، بينما ترجمه غوغل بلحاظ
النوع الثاني من المترادفات).
سيبدو لنا للوهلة الأولى أنَّها متناقضة، فمعجم شراجلِهْ سيكتفي بترجمته بكلمة (المساواة)،أما
مترجم غوغل فسيترجمها بكلمة (الإلغاء)، وشتان ما بين المعنيين، ولكن يبدو أنّ
شراجله ترجم المصطلح بلحاظ النوع الأول من مترادفاته، بينما ترجمه غوغل بلحاظ
النوع الثاني من المترادفات).
من
المساواة والتجانس إلى الإلغاء والإبادة:
المساواة والتجانس إلى الإلغاء والإبادة:
كانت
(التعددية) هي العدو الأول للفكر النازي عموماً، ولزعيمه القائد على وجه الخصوص.
التعددية اللغوية. التعددية الإثنية، التعددية الحزبية! لذلك كافحت النازية ونافحت
لإثبات أنَّ (التعددية) في حدِّ ذاتها فسالة وفوضى وتشتت وتخلخل، وأنَّها، في سبيل
نفي هذه الفوضى، بحاجة إلى إيجاد أمة واحدة، ودعم حزب واحد، وفرض قائد واحد، ومن
هنا اجترحت تدبير/ مصطلح الــ (Gleichschaltung) لمعالجة داء (التعددية)، والقضاء عليه، بفرض (التجانس) حتى يليق
الشعب، والمؤسسات وسائر مظاهر الحياة بالحزب القائد للأمة والمجتمع، ويرتقوا إلى
الزعيم الملهم الذي هو ذروة الحزب، وسنامه!
(التعددية) هي العدو الأول للفكر النازي عموماً، ولزعيمه القائد على وجه الخصوص.
التعددية اللغوية. التعددية الإثنية، التعددية الحزبية! لذلك كافحت النازية ونافحت
لإثبات أنَّ (التعددية) في حدِّ ذاتها فسالة وفوضى وتشتت وتخلخل، وأنَّها، في سبيل
نفي هذه الفوضى، بحاجة إلى إيجاد أمة واحدة، ودعم حزب واحد، وفرض قائد واحد، ومن
هنا اجترحت تدبير/ مصطلح الــ (Gleichschaltung) لمعالجة داء (التعددية)، والقضاء عليه، بفرض (التجانس) حتى يليق
الشعب، والمؤسسات وسائر مظاهر الحياة بالحزب القائد للأمة والمجتمع، ويرتقوا إلى
الزعيم الملهم الذي هو ذروة الحزب، وسنامه!
مهَّد
لظهور هذا التدبير/ المصطلح محطات عديدة متسارعة، نشير إليها بإيجاز:
لظهور هذا التدبير/ المصطلح محطات عديدة متسارعة، نشير إليها بإيجاز:
ففي 30/ كانون الثاني/ 1933 عَيّنَ رئيس الرايخ بول فون هيندنبورغ أدولف هتلر مستشاراً
للرايخ، وفي 28/
شباط/ 1933 اغتنم
الحزب النازي حريق البرلمان (الرايخستاغ)، وأصدر، بعد يوم واحد من هذا الحريق،
مرسوماً يعلِّق الحقوق المدنيَّة الأساسية المكفولة بــ (دستور فايمار
الديمقراطي)، و كلاعبة خفة تبدِّل ثيابها في غمضة عين خلعت ألمانيا ثياب الدولة
المدنية، وارتدت ثياب الدولة البوليسية، وظهرت قوات الــ إس إس، من حرّاس النخبة،
فسيطرت على الشرطة، ولاحقت المعارضين السياسيين، ولا سيَّما من الشيوعيين الألمان،
والمنتمين إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، واليهود، وبحلول منتصف آذار اعتُقل
أكثر من مئة ألف معارض سياسي، وزُج بهم في معسكرات الاعتقال المؤقتة، وغرف
التعذيب.
للرايخ، وفي 28/
شباط/ 1933 اغتنم
الحزب النازي حريق البرلمان (الرايخستاغ)، وأصدر، بعد يوم واحد من هذا الحريق،
مرسوماً يعلِّق الحقوق المدنيَّة الأساسية المكفولة بــ (دستور فايمار
الديمقراطي)، و كلاعبة خفة تبدِّل ثيابها في غمضة عين خلعت ألمانيا ثياب الدولة
المدنية، وارتدت ثياب الدولة البوليسية، وظهرت قوات الــ إس إس، من حرّاس النخبة،
فسيطرت على الشرطة، ولاحقت المعارضين السياسيين، ولا سيَّما من الشيوعيين الألمان،
والمنتمين إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، واليهود، وبحلول منتصف آذار اعتُقل
أكثر من مئة ألف معارض سياسي، وزُج بهم في معسكرات الاعتقال المؤقتة، وغرف
التعذيب.
وفي 24 /آذار/ 1933 أُقرَّ (قانون التمكين) الذي غدا حجر الزاوية الركين في
إنشاء الديكتاتورية، فنقل السلطة التشريعية والتعاقدية من البرلمان إلى مجلس
الوزراء، أي: إلى يد هتلر، وهكذا فقدت السلطة البرلمانية وظيفتها، وغدا الحزب
النازي الحزب السياسي الوحيد في ألمانيا، بعد أن منعت الحكومة معظم الأحزاب، أما
ما تبقى منها فحلَّ نفسه بنفسه تحت الضغط والترهيب.
إنشاء الديكتاتورية، فنقل السلطة التشريعية والتعاقدية من البرلمان إلى مجلس
الوزراء، أي: إلى يد هتلر، وهكذا فقدت السلطة البرلمانية وظيفتها، وغدا الحزب
النازي الحزب السياسي الوحيد في ألمانيا، بعد أن منعت الحكومة معظم الأحزاب، أما
ما تبقى منها فحلَّ نفسه بنفسه تحت الضغط والترهيب.
وبعد
أسبوع واحد من هذا القانون ظهر مصطلح الــ (Gleichschaltung) في 30/
آذار/ 1933،
بإقرار (القانون المؤقت لتجانس الولايات مع الرايخVorläfigs Gesetz zur Gleichschaltung der Länder mit
dem Reich) الذي جرّد الولايات الألمانية من صلاحياتها
لصالح السلطة المركزية.
أسبوع واحد من هذا القانون ظهر مصطلح الــ (Gleichschaltung) في 30/
آذار/ 1933،
بإقرار (القانون المؤقت لتجانس الولايات مع الرايخVorläfigs Gesetz zur Gleichschaltung der Länder mit
dem Reich) الذي جرّد الولايات الألمانية من صلاحياتها
لصالح السلطة المركزية.
لقد
كان تدبير الــ (Gleichschltung)
المسؤول الأول عن إزهاق أرواح ملايين البشر، والمسؤول الأول عن مسخ أرواح البقية
الباقية منهم، وتشويهها وتلويثها، وحمل معنى تاريخياً مهولاً قامت على بلورته
(وزارة التنوير العام والدعاية)، ثم كدحت لتطبيقه جميع الوزارات الأخرى، وقد صاغ
غوبلز الهدف من هذا التدبير بإيجاز على النحو التالي: “أن يبدأ الناس
بالتفكير بطريقة موحَّدة، للتفاعل بشكل موحَّد”.
كان تدبير الــ (Gleichschltung)
المسؤول الأول عن إزهاق أرواح ملايين البشر، والمسؤول الأول عن مسخ أرواح البقية
الباقية منهم، وتشويهها وتلويثها، وحمل معنى تاريخياً مهولاً قامت على بلورته
(وزارة التنوير العام والدعاية)، ثم كدحت لتطبيقه جميع الوزارات الأخرى، وقد صاغ
غوبلز الهدف من هذا التدبير بإيجاز على النحو التالي: “أن يبدأ الناس
بالتفكير بطريقة موحَّدة، للتفاعل بشكل موحَّد”.
بدأت
مسيرة الـ (Gleichschltung)
بالسيطرة الكاملة على كل مناحي الحياة، فكان هناك:
مسيرة الـ (Gleichschltung)
بالسيطرة الكاملة على كل مناحي الحياة، فكان هناك:
ــ الـ
(Gleichschltung) المتعلق بالكنيسة، حيث ضيّق على جميع
المؤسسات الكنسية ذات الطابع السياسي، واستطاع تركيعها، ثم خنقها، ونجد شرح ذلك في
كتاب: (1933 إلغاء
الكاثوليكية السياسية في بادن/1933 Die Gleichschaltung des politischen Katholizismus in Baden) للمؤلف يورغن شميزنغ.
(Gleichschltung) المتعلق بالكنيسة، حيث ضيّق على جميع
المؤسسات الكنسية ذات الطابع السياسي، واستطاع تركيعها، ثم خنقها، ونجد شرح ذلك في
كتاب: (1933 إلغاء
الكاثوليكية السياسية في بادن/1933 Die Gleichschaltung des politischen Katholizismus in Baden) للمؤلف يورغن شميزنغ.
ــ والـ
(Gleichschltung) المرتبط بالنقابات التي نأت بنفسها
تدريجياً عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي، واقتربت من الحزب النازي، على أمل أن
يكون لهم دور أكبر، كما وعدهم بذلك هتلر! وقد حقَّق وعده بأقصى سرعة، خلال شهرين
فقط، فحلَّ النقابات وألغاها.
(Gleichschltung) المرتبط بالنقابات التي نأت بنفسها
تدريجياً عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي، واقتربت من الحزب النازي، على أمل أن
يكون لهم دور أكبر، كما وعدهم بذلك هتلر! وقد حقَّق وعده بأقصى سرعة، خلال شهرين
فقط، فحلَّ النقابات وألغاها.
ــ والـ
(Gleichschltung) المتعلق بالمؤسسات الثقافية، حيث تمّت
السيطرة على الصحف، والمجلات، والأفلام، والكتب، والاجتماعات العامة، والاحتفالات،
والعلاقات الصحفية الأجنبية، والمسرح، والفن، والموسيقى، والإذاعة، والتلفزيون،
وافتُتحت هذه السيطرة في 10/
أيار/ 1933 بحفلة
إحراق الكتب التي عمَّت وأعمت جميع أرجاء البلاد، يوم انقضَّت قطعان شبيبة هتلر
على جميع المكتبات في ألمانيا، في لحظة واحدة، وفي أيديهم قوائم بأسماء المؤلفين
الممنوعة كتبهم، لأنَّهم دعاة تسامح وحرية وديمقراطية، فرموا كتبهم بالآلاف في
الحفر، ثم أحرقوها، فكان هذا ما عناه بالضبط عنوان وزارة غوبلز (التنوير العام
والدعاية)، تنوير بنيران الكتب المحروقة استمر لدقائق، ثم أعقبه ظلام دامس أفظع من
ظلام القبور.
(Gleichschltung) المتعلق بالمؤسسات الثقافية، حيث تمّت
السيطرة على الصحف، والمجلات، والأفلام، والكتب، والاجتماعات العامة، والاحتفالات،
والعلاقات الصحفية الأجنبية، والمسرح، والفن، والموسيقى، والإذاعة، والتلفزيون،
وافتُتحت هذه السيطرة في 10/
أيار/ 1933 بحفلة
إحراق الكتب التي عمَّت وأعمت جميع أرجاء البلاد، يوم انقضَّت قطعان شبيبة هتلر
على جميع المكتبات في ألمانيا، في لحظة واحدة، وفي أيديهم قوائم بأسماء المؤلفين
الممنوعة كتبهم، لأنَّهم دعاة تسامح وحرية وديمقراطية، فرموا كتبهم بالآلاف في
الحفر، ثم أحرقوها، فكان هذا ما عناه بالضبط عنوان وزارة غوبلز (التنوير العام
والدعاية)، تنوير بنيران الكتب المحروقة استمر لدقائق، ثم أعقبه ظلام دامس أفظع من
ظلام القبور.
لقد
قام يان بيتر باربيان بدراسة انعكاسات الـ (Gleichschltung) على الكتّاب والمثقفين في كتابه: (الغيبوبة التامة: كاتب وناشر
وبائع كتب في الدولة النازية/ Die vollendete Ohnmacht:
Schriftsteller, Verleger und Buchhändler im NS-Staat)
فرأى أنَّ من يُفترض بهم أن يتصرفوا بشكل مختلف عن الجماهير العريضة باعتبار
أنَّهم من الشخصيات النشطة عقلياً وثقافياً هو مجرد افتراض وردي زائف، وأمل
سرابيٌّ برّاق، فلدى دراسته سلوك الكتّاب، ومدى امتثالهم وقدرتهم
قام يان بيتر باربيان بدراسة انعكاسات الـ (Gleichschltung) على الكتّاب والمثقفين في كتابه: (الغيبوبة التامة: كاتب وناشر
وبائع كتب في الدولة النازية/ Die vollendete Ohnmacht:
Schriftsteller, Verleger und Buchhändler im NS-Staat)
فرأى أنَّ من يُفترض بهم أن يتصرفوا بشكل مختلف عن الجماهير العريضة باعتبار
أنَّهم من الشخصيات النشطة عقلياً وثقافياً هو مجرد افتراض وردي زائف، وأمل
سرابيٌّ برّاق، فلدى دراسته سلوك الكتّاب، ومدى امتثالهم وقدرتهم
لقد
كان الغرض من الــ (Gleichschltung)
ضمان أنَّ كلَّ جانب من جوانب حياة المواطنين الألمان قد تغلغلت فيه أفكار
النازيين وتحيّزاتهم، من خلال الرقابة الصارمة، الابنة الطبيعية لكل ديكتاتورية
كان الغرض من الــ (Gleichschltung)
ضمان أنَّ كلَّ جانب من جوانب حياة المواطنين الألمان قد تغلغلت فيه أفكار
النازيين وتحيّزاتهم، من خلال الرقابة الصارمة، الابنة الطبيعية لكل ديكتاتورية
على
التكيّف والانسجام مع الديكتاتورية وجد أنّ الثلة منهم تتميّز بالانتهازية
واللامبالاة إزاء الضحايا شأن الكثرة الكاثرة من الشعب الألماني، وحقيقةً كم كانت
صدمتي كبيرة عندما رأيت بين هؤلاء الانتهازيين، في هذا الكتاب، غيرهارد هاوبتمن
الذي كنت أحسبه نصيراً للضعفاء والمسحوقين حين قرأت مسرحيته (النساجون) التي
تحدَّث فيها عن ثورة النساجين في منتصف القرن التاسع عشر، وناصَرَهم، وأبرز وجهات
نظرهم في أنصع صورة، وأجلى بيان، ولكن حين أراد الضعفاء الذين لا يقرأ عنهم في
الكتب، بل يراهم رأي العين كلمةً مناصِرة، ودعماً رمزياً، أو بالحد الأدنى
انسحاباً وصمتاً يعبّر عن استنكار ضمني لجريمة سحقهم التي تمرّ أمامه، فإنه أظهر
لا مبالاة تؤكد عمى البصيرة، وانعدام الأخلاق، ويباب الروح، والغيبوبة التامة.
التكيّف والانسجام مع الديكتاتورية وجد أنّ الثلة منهم تتميّز بالانتهازية
واللامبالاة إزاء الضحايا شأن الكثرة الكاثرة من الشعب الألماني، وحقيقةً كم كانت
صدمتي كبيرة عندما رأيت بين هؤلاء الانتهازيين، في هذا الكتاب، غيرهارد هاوبتمن
الذي كنت أحسبه نصيراً للضعفاء والمسحوقين حين قرأت مسرحيته (النساجون) التي
تحدَّث فيها عن ثورة النساجين في منتصف القرن التاسع عشر، وناصَرَهم، وأبرز وجهات
نظرهم في أنصع صورة، وأجلى بيان، ولكن حين أراد الضعفاء الذين لا يقرأ عنهم في
الكتب، بل يراهم رأي العين كلمةً مناصِرة، ودعماً رمزياً، أو بالحد الأدنى
انسحاباً وصمتاً يعبّر عن استنكار ضمني لجريمة سحقهم التي تمرّ أمامه، فإنه أظهر
لا مبالاة تؤكد عمى البصيرة، وانعدام الأخلاق، ويباب الروح، والغيبوبة التامة.
لقد
كان الغرض من الــ (Gleichschltung)
ضمان أنَّ كلَّ جانب من جوانب حياة المواطنين الألمان قد تغلغلت فيه أفكار
النازيين وتحيّزاتهم، من خلال الرقابة الصارمة، الابنة الطبيعية لكل ديكتاتورية،
والألجمة التي كان إحكام الإمساك بها وشدّها الهواية الأثيرة للنازيين، وأخيراً
جاءت قمَّة ذلك التدبير في القرارات التي أُقرت خلال رالي نورمبرغ عام 1935 عندما دُمجت رموز الحزب النازي
بالدولة، فأصبحا شيئاً واحداً.
كان الغرض من الــ (Gleichschltung)
ضمان أنَّ كلَّ جانب من جوانب حياة المواطنين الألمان قد تغلغلت فيه أفكار
النازيين وتحيّزاتهم، من خلال الرقابة الصارمة، الابنة الطبيعية لكل ديكتاتورية،
والألجمة التي كان إحكام الإمساك بها وشدّها الهواية الأثيرة للنازيين، وأخيراً
جاءت قمَّة ذلك التدبير في القرارات التي أُقرت خلال رالي نورمبرغ عام 1935 عندما دُمجت رموز الحزب النازي
بالدولة، فأصبحا شيئاً واحداً.
لم
يكن الـ (Gleichschltung)
يصف الإجراءات الإدارية فحسب، بل كان يصف أيضاً الإرهاب المرتبط بها. الإرهاب الذي
استغلَّ كلَّ وسيلة، وتوسّل كلَّ أداة تمكِّنه من فرض الهيمنة والسيطرة: كالدعاية،
واستخدام التأثيرات النفسية، والوعود الكاذبة، والتجسّس، والعنف ضد المنشقِّين،
والقتال الطائش ضد كلِّ المعارضين، وأخيراً الحل النهائي الرهيب (المحرقة)، لفرض
(الانسجام) بين أفراد الشعب، و(توحيدهم) حول لغة واحدة، وحزب واحد، وعرق واحد،
وزعيم واحد، فالألمان خير الأمم، وهتلر أعظم من المسيح.
يكن الـ (Gleichschltung)
يصف الإجراءات الإدارية فحسب، بل كان يصف أيضاً الإرهاب المرتبط بها. الإرهاب الذي
استغلَّ كلَّ وسيلة، وتوسّل كلَّ أداة تمكِّنه من فرض الهيمنة والسيطرة: كالدعاية،
واستخدام التأثيرات النفسية، والوعود الكاذبة، والتجسّس، والعنف ضد المنشقِّين،
والقتال الطائش ضد كلِّ المعارضين، وأخيراً الحل النهائي الرهيب (المحرقة)، لفرض
(الانسجام) بين أفراد الشعب، و(توحيدهم) حول لغة واحدة، وحزب واحد، وعرق واحد،
وزعيم واحد، فالألمان خير الأمم، وهتلر أعظم من المسيح.
والله.
ألمانيا. الفوهرر وبس.
موقع تلفزيون سوريا: https://www.syria.tv/content/كلايش-شالتونغ-أخطر-تدبير-يهدِّد-الإنسانية
ألمانيا. الفوهرر وبس.
موقع تلفزيون سوريا: https://www.syria.tv/content/كلايش-شالتونغ-أخطر-تدبير-يهدِّد-الإنسانية